عُرفت أديل هوجو منذ الطفولة بالحساسية والرقة، وكانت تضج بالحركة والطاقة والحيا’ ولكن الخذلان قضى على هذه الوردة، حيث تعرضت للخذلان من قصة حب عاشتها،
ففي العام 1863 تعرفت على ضابط إنكليزي، الملازم البرت بينسون التقت به في غيرنسي أحبته حتى الجنون، ولكن لم يبادلها ذلك الحب ..و عندما رفضت عائلتها وخصوصا والدها الروائي ” فيكتور ” ارتباطه بها انسحب من حياتها و سافر إلى مدينة بربادوس في البحر الكاريبي فى مهمة عسكرية.
لم تتحمل إديل فراقه عنها فانتحلت اسم قريبتها وسافرت خلفه تبحث عنه وأقامت فى فندق متواضع تعيش على ما ترسله لها عائلتها من أموال.
قابلت إديل حبيبها ألبرت فاستغلها أبشع استغلال وعاش عالة عليها ينفق من مالها طوال سنوات، ثم هجرها بلا أصدقاء وبلا مال وسخر منها وأهانها، أخذت ترسل له الرسائل ولم يرد عليها.
أصابها نوع من الجنون واليأس والاضطراب، فتركت الفندق وأخذت تهيم على وجهها فى الشوارع والطرقات بملابسها الرثة وأصبحت مختلة عقليا وهدفا لسخرية الأطفال ظلت على هذا الحال ثلاث سنوات لا تعلم من هي ولا تعرف عنوانها، ثم تقدمت من أحد رجال الشرطة في أحد مناطق مدينة نيويورك، و خاطبته بلغة أجنبية، فحاول بعض المارة تقديم المساعدة لها، لكن الفتاة كانت تعاني من فقدان للذاكرة، وقد ساهمت إحدى الجمعيات الخيرية الفرنسية في مساعدتها على استعادة عافيتها، وبعد التحقق من هويتها عرفوها بانّها “أديل هوغو” ابنة أبرز أدباء فرنسا في الحقبة الرومانسية الأديب والشاعر الكبير”فيكتور هوغو” صاحب رواية البؤساء الذائعة الصيت.
لقد أنهك الذل واليأس والصدمة روحها، فنذرت الصمت المطبق، وبالرغم من محاولات والدها فيكتور هوغو ثنيها عن قرارها ولكنها لم تترادع، وعاشت طيلة ثلاثة وأربعين سنة من 1872 إلى حين وفاتها سنة 1915.