د.خالد زغريت
إلى أمّي
( لقد نفتنا الآلهة غرباء حتى مع أنفسنا، نجوس أزمنة التاريخ و المستقبل، من دون كمنجات هكذا كان حكمنا الأبدي، رحلة بحّارة يعشقون العنب : شاعر بابلي)
لملمتُ ضحكاتي أغاني من بحيراتٍ ذابلةْ
طويتُ مثلَ شهقةٍ قميصَ حلمي
خلتُ أنني أرمِّمُ البلادَ المائلةْ
خبّأتُ تحت هدبي فوقَ ليلِ الأسئلةْ
قنديلَ ذكرياتِ شارعٍ طويلٌ دمعُه خلف العيونِ السَّابلةْ
أطارد السَّحاب علَّني أجوسُ نغمةً
من أغنياتِ الغرباء السَّائلةْ
هذا افتتان الرحلة الثَّكلى ونجمة الرَّحيل للغياب آيلةْ
ملّاحُ يا ملَّاحُ هذي أعْيني لا صدْفةٌ لا نورسٌ
أمَا كفاكَ ملحُ بحركَ الكبيرِ
أنْ تغطِّي الجرح عن صوارٍ فاشلةْ
ملّاحُ يا ملَّاحُ هذي دموعي
تقرأُ التكْوير إذ أتلو عليها البسْمَلةْ
في البال طيفُ زنْبق الوادي يلوح في صدايَ بلْبُلهْ
ملّاحُ يا ملَّاحُ خذْ من رموشي سنبلةْ
لعلَّ موجةً لها عيونُ قُبَّراتٍ من بلادي
فوقها مرَّتْ كثيرٌ من ظلالٍ مثلَ أصلِها
يشوْقُها رغيفُ الأهل أعلى الجلْجلةْ
ملّاحُ يا ملاحُ خذني من ضفاف الأخيلةْ
ضوءَ منارةٍ،… شراعاً
علَّني سألْبسُ الرِّياحَ يكفيني عراءً في لباسِ الأمثلة
ملَّاح يا ملّاح ردَّ لي وصايا خبَّأتْ أمِّي بها ملحَ الحنانِ،لا عصا لحكمةٍ مُهًلهلةْ
ودلَّني على معاني حكمةِ الضَّحيَّة الكبرى
وكيفَ يُنْبتُ الدًّمُ البريءُ
في خناجرِ السّفَّاح مُصْطفى سَفَرْجَلَةْ
غدتْ ذرا الأحلامِ غصنٌ كي تعلِّقَ الضحايا رايةَ
الاستسلامِ من دموعها على جبينِ المرحلةْ
لملمتُ ضحكاتي أغاني من بحيراتٍ ذابلةْ
تجُفيفُ مائنا و تقليم السَّما منِ ازْرقاقِها
وتعفيرُ الدموعِ من بقايا ضوئها
فبَيْعُ ملحِنا حبيبي كانَ ملْح المسألةْ