ماري القصّيفي أحببتك فصرت الرسولة
ألف ليلى وليلى وأنت
تفوحُ من مسامك عطورُ النساء اللواتي مررن على جسدك مذ ولدتك أمّك
أيّها الرجل المصنوع من شوقه إلى الحبّ
كأنّك من المرّة الأولى مع المرأة الأولى
عرفتَ
أنّ مشوارك الطويل مع المرأة سيمتدّ سحابة عمرك
بين حمّامات النساء الشعبيّة
وأسرّة العشق العطرة
ونوادي النخبة المخمليّة
وفنادق النجوم الخمسة
ولن تكتفي ما لم يعرفْ قلبُك الحبّ الذي يؤلم قلبَك بقدر ما يتحدّى عقلك
***
كم كان عمرك حين مارست الجنس للمرّة الأولى؟
أم هو الحبّ؟
حبّك للجنس والجسد الذي يفور بين يديك رغبةً وماءً وتأوّهات؟
كنت صغيرًا حين عرفت بأنّ قدرَك أن تعلّم النساء فنون الحبّ
ولكن ليس كما فعل قبلك رجالٌ خلّدَ التاريخ مغامراتِهم التي تباهَوا بها
أنت فضّلت أن تمرّ بصمت
وأن تعشق بهدوء
وأن تختفي في صومعتك في انتظار امرأة جديدة
تطرق بابك
وتطلب منك أن تجعلها بطلة لقصّة حبّ تحكيها لحفيداتها
***
كنت مقتنعًا بأنّ ذكاءك الذي غذّيته بالعلم والفنّ
وميلَك الفطريّ إلى محبّة الآخرين
سيجعلانك معلّمًا نادرًا
يجمع بين البراعة في الأداء والتكتمّ على خصوصيّة تلميذاتك العاشقات المعشوقات
وهنّ اللواتي وثقن بك
وعرفن أنّهن بين يديك سيجدن المتعة بقدر ما يجدن الأمان
وكنّ محقّات
فأنت
وقد تقدّم بك العمر
وتعِبَ الجسد من السعي خلف المغامرات أو انتظارِها عند مفترق حياة
لا تزال حريصًا على إحاطة عالمك السريّ بتكتّمٍ
هو من طبيعتك وسموّ نظرتك
إلى ذلك الكائن الفريد والمميّز والمستحقّ كلَّ احترام وحبّ
واسمُه المرأة
***
ألفُ ليلى وليلى مرّت بين يديك النظيفتين
كيدَي طبيب لا كيدَي بيلاطس
وكلُّ واحدة منهنّ خرجت من سريرك امرأةً أخرى أجملَ ممّا كانت عليه
***
لأنّك لم تكن الذئب
وحين يطلع الصباح
كانت المرأة القديمة تخلع جلدها العتيق عند باب بيتك
وتمضي إلهةً من ضياء وماء
وكنت تبتسم لنفسك وللحياة
وتنهض مفعمًا بالحبّ لامرأة واحدة موزّعة على نساء الأرض
ألف ليلى وليلى بين يديك
والمرأة التي في رأسك لا وجهَ لها ولا اسم ولا وطن
ولن تستطيع وصفها لو سئلت
غير أنّك تثق في قرارة نفسك بأنّها عندما تصير حقيقة ستعرفها
ولن يخدعك شعورُك نحوها
تركت لها في كلّ حياة من حيواتك الكثيرة مكانًا على قياس انتظارك لها
ولدت ومتَّ مئاتِ المرّات
أنجبت ذاتك من ذاتك مئات المرّات
وكنت في كلّ حياة في عالم لا يشبه الآخر
ودائمًا كان لها مكانُها الذي ينتظر كي تملأه بضحكات طفولتها وحكايات بحثها عنك
***
هل تولد الآلهة من الانتظار؟
وهل يمكن النظر في عيون الآلهة من دون أن نتعرّض للقصاص
أو الاقتراب منها من دون أن نحترق؟
هذا ما كنت تخشاه إن صارت تلك المرأة/ الحلم امرأةً من عطر
لا يشبه إلّا العطر الذي يفوح من تراب الجبل حين يحضنه مطر الخريف
كان ثمّة خشيّةٌ هي أقرب إلى ما يشعر به المؤمن وهو يطلب معجزة
ولا يعرف كيف يتعامل معها إن تحقّقت
ومع ذلك كنت تنتظر خاشعًا موعد حلولها في مكانها المعدّ لها
من قبل أن تخرج من ضلعك
امرأةً لم تختر أن تكون امرأةَ أحدٍ
لتعود إلى حضنك امرأةً اختارتك لتكون رجلَها والبيتَ الذي إليه تؤوب
***
وحين ظهرت تلك المرأة سألَتك بلا مقدّمات عن نسائك الكثيرات
لا سؤال الغيرة والرغبة في التلصص على أسرارك وأسرارهنّ
بل هو السؤال الذي لا يعنيه أن يعرف الجواب
لكنّه يريد أن ينطرح علامة استفهام كبيرة
عن تلك العلاقات المحكومة بالذوبان في نبع الحياة
والتي كانت دائمًا تثير حيرتها وهي تحاول أن تعرف
كيف يقترب الناس من بعضهم
وماذا ينتظر أحدهم من الآخر
قبل أن يلتقي بذاته الأخرى التي لا تشبه ذاته بقدر ما تكمّلها وتكتمل بها
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”
- كتاب من اكثر الكتب تأثيراً في الأدب العربي والعالمي تحليل نقدي لكتاب- “النبي” لجبران خليل جبران
- فيروز امرأة كونيّة من لبنان -بقلم : وفيقة فخرالدّين غانم