الأناقة .. صفه لكل ما هو متناسق ومتوافق وجميل ، الشخص الأنيق ، أو الشيء الأنيق يترك انطباعاً بالارتياح والثقة الي حد كبير مع كل من يتعامل معه .٠
للأناقة صور كثيره ، ومعايير كثيره ، تقديرها والإحساس بها يختلف من شخص الي آخر ، حسب درجة استقباله وحساسيته وثقافته ايضاً ، الأناقة ليست أناقة المظهر فقط ، ولا تتوقف علي ماركه أو علامه تجاريه .. أناقة المظهر شئ مطلوب وهام لبعض الناس ، وبدرجات متفاوتة ، لكن المظهر ليس وحده من يستأثر بكل عالم الاناقه ، ومفهوم هذه الكلمه .
هناك أيضاً ماهو مهم كاناقة المظهر ، إن لم يكن أهم ، ألا وهو اناقة الفكر .. أن يكون فكرك أنيقاً فهذا يعني أنك إنسان رائع ، يعني انك متحضر ، أن تفكر بأناقة يعني ان أفكارك مرتبه ومهذبه ، أفكارك ليست عشوائية ، عندما تكون أفكارك أنيقة يعني أن أفكارك ايجابيه ، الفكر الأنيق يعني ان صاحبه لديه خبره حياتيه جيده ، متصالح مع ذاته ، وبالتبعية ان يكون محباً للحياه ، لا يميل الي الصخب ، أنيقاً في علاقاته مع الآخرين .
أناقة الحوار ، هذا الطراز من الأناقة يقود اليه أناقة الفكر ، فمن غير الممكن أو المنطقي ان يكون هناك حواراً أنيقاً بين طرفين أو اكثر ان لم يكن لديهم أهم أدوات هذا الحوار ، ألا وهو أناقة الفكر ، كلما تمتع أطراف الحوار بهذه الملكه كلما ذادت درجة الرقي والإمتاع والإثارة في ذاك الحوار وكلما ارتفعت مؤشرات الأناقة لذاك الحوار ، الحوار يكاد يكون اقرب الي اللعبة البيضاء أو مايسمي لعبة التنس .. هذا الإمتاع وتلك الإثارة ليست قاصره علي أطراف الحوار ، لكنها تمتد الي متابعي الحوار ايضاً .
الاناقه لها صور واشكال عده غير المظهر والفكر والحوار ، حتي ابسط الأمور ، أو ما يعتبرها البعض هكذا لها نصيب من الأناقة ، مثل أناقة الخط مثلاً ، فهناك أشخاص يتمتعون بخطوط يد انيقه ، وآخرون خطوطهم اقرب ما تكون الى شخبطات الدجاج ، تحتاج الي خبراء لفك شفرتها ، لعل الصيادلة اكثر الناس مهارة في فك طلاسم التذاكر العلاجية التي يحررها الأطباء ويتفننون في كعبلتها .
هناك ايضاً اناقة الصوت ، هناك أصوات تشعرك ان احبالها الصوتية
مرتبه بشكل دقيق مع مخارج الألفاظ الواضحة مما يجعل الصوت يخرج من بين الشفاه أنيقاً فتستقبله الأذن بترحاب. وحبذا لو صاحب ذاك الصوت الأنيق أداء انيق ، لعل موسيقار الأجيال خير مثال علي أناقة الصوت والأدباء ، فعندما تستمع الي عبد الوهاب لا مفر ان تقر أنه غناء صالونات ، حتي في أغنياته وألحانه الخفيفه ، أو الكوميديه إن جاز التعبير تشعر انه اداء راقي ، اداء أنيق ، اتخيل صوته يخرج وهو يضع حبلاً من الأحبال الصوتيه فوق آخر ، كمن يجلس واضعاً ساقاً فوق أخري .
لكن أهم ألوان وأعظم صنوف الأناقة
هو أناقة الضمير … نعم أناقة الضمير !!
الضمير الأنيق هو ضمير ( حي )..ضمير ( يقظ ).. ضمير ( عادل ) ، الضمير الأنيق
هو كائن مفعم بالرحمه والحب ، حازم في احكامه وفي محاسبة ذاته ، انه يحمل من المشاعر الطيبة نحو الآخرين أنهاراً من التعاطف الإنساني ، الضمير الأنيق ضمير مهذب لايقبل بإهانة مشاعر الآخر ولا يجرح ، ضمير عاقل لديه أناقة الفكر ويملك ان يدير أناقة الحوار .. أنيق في حبه وفي عطائه .
الضمير ليس عضواً حسياً في جسد الإنسان يولد به ، الضمير لا تحكمه چينات وراثيه تتحكم في لون البشره أو لون حدقة العين ، الضمير يولد وينمو داخلنا مثل طفل ، ما نقدمه له من غذاء عقلي ونفسي هو ما يشكله ، كلما كان الغذاء صحياً كلما كان نموه صحياً ، أما إذا وقع فريسة الاطعمه الفاسده يتناولها في نهم من الأفكار الهدامه والعادات والسلوكيات الفاسده ، فالنتيجة حتميه
ما تزرعه إياه تحصد . الضمير نتاج تربيه وثقافه يشارك بها آخرون الاسره ، المدرسه ، دور العباده ، المجتمع ، الميديا والخبرات الحياتيه ، كلهم يتوحدون معاً دونما اتفاق مسبق لتشكيل وجدان ذلك الطفل الأرعن بداخلنا ويتركون بصمتهم ، أياً كانت البصمه بلون النور أو بطعم النار ، فيخرج ذاك الوليد الي معترك الحياه ضميراً أنيقاً أم ضميراً همجياً .
صديقتي ، صديقي .. فتش داخلك
حاول دائماً ولا تكف عن المحاوله ان تهذب ضميرك ، وأن تعتني بأناقته ، إن اناقة الضمير ثروه ، وتذكر دائماً أن الضمير ليس قدراً .. إنه اختيار ، فاختار
( الضمير الأنيق )…
كن أنيقاً تشعر بالثقة .