الشاعر جميل داري
لم تدعِ النعناعَ طريحَ الشوق ولم تركبْ إلا أحصنةَ الذكر
لم تدعِ النعناعَ طريحَ الشوق
ولم تركبْ إلا أحصنةَ الذكري
ها أنتَ ألذُّ من تينِ الحوشِ
وزيتونِ الأحلامْ
ها أنتَ موجةُ شعرٍ في بحر الآلامْ
ها أنتَ كمجنونٍ في سِفرِ الأيامْ
تستنجدُ بالموتى
تستفتي صرصارَ الليلِ
وتمضي في رحلتكَ العظمى حتى الصينْ
وتقيمُ معاهدةً مع ماركسْ
يتخلَّى عن بروليتارياهُ الرّثّةِ
لكنْ طريقكَ ملأى بعصافيرِ الشعرِ
وصيادي الموتِ الآتينَ من زقّومِ الريحِ
ومن صدأِ التاريخِ المكتوبِ على صفحاتِ العدمِ
ما يجري أكثرُ من ماءٍ أضحى كدمِ
ما يجري علب السردينِ
وثرثرةِ الأحجارِ الخرساءِ
وكهَان الماءِ
وأحفادِ الطينِ
وأعوادِ الكبريتِ في مطبخكَ الفارغِ
إلا من صحنٍ مكسورٍ
في رأسِ القلمِ
ما يجري
أعلى من ألمٍ في ألمٍ
في ألمِ
هل تذكرُ قافيةَ الكتبِ الصفراءْ؟
هل تذكرُ أمراضَ الأحزابِ
وحيضَ الزعماءْ
هل ما زلتَ تسمعُ صوتَ خطاكَ
على الريحِ أوِ الماءْ
أصيافٌ فارغةٌ منا
لا نخبَ نعاقرهُ
لا دمعَ نخبئهُ
لا شمسَ نكدِّسُها في الظلماءْ
ما نحنُ بأمواتٍ
ما نحنُ بأحياءْ
2016 نيسان