يعهدُ الزّمن إليّ
أن يسمحَ لي ما حييتُ ببعضِ المشاكسةِ،
أتسلّلُ حينًا من خلفه وقد أفاجئُه
فأكونُ مرّةً صغيرةً بحجمِ وردة
أنمو على اليد وأُصلب..
أو صغيرةً بحجمِ قُبلة
نسيتْ شكلَها فتقمّصتْ كلَّ الأشكال،
يُذيبني ضوءٌ مترنّحٌ حتّى أثمل،
يطبعُني على خدِّه..
أحبُّه ويحبُّني.
أو قد أصيرُ أنا الضّوءَ
أتلاعبُ بمواقيتِ ظلّي،
حتّى يألفَ الظّلُّ وجهي
ويدركَ كم تكون عتمتي جارحة.
قد يصيّرُني كبيرةً
أتكوّنُ على هيئةِ خيال..
وحدَهُ السّرُّ يحتويني،
أستعيرُ منه صفاتِه فأكونُ
متّسعةً
ممتدّةً
مُطلَقة..
وقد أكونُ أنا..
بما فيها من محاولاتِ العبثِ
بمساراتِ المنطق، وتحدّيه،
بامتلائي بأبعدِ ما يمكنُ للمستحيلِ أن يتحقق.
قد أقولُ حين ينقضُ الزّمنُ عهدَه:
“لم أكنْ سوى حلمٍ أبصرْتَه ذاتَ مرّةٍ
عن وردةٍ تاهَ ظلُّها لحظةَ قُبلةٍ من النّور لها
فتحقّق”