غزلان التواتي
الأنثى كنوع…محموعة قصصية للكاتبة جويس كارول أوتس، كاتبتي المفضلة هذه الأيام، من يعرفني يعرف تماما أن هذه الجملة أقولها تقريبا بعد كل كتاب…الكتاب مجموعة قصصية في 416 صفحة، تسع قصص، كل بطلاتها نساء من نوع خاص، نساء عاديات، من الوسط أو الغرب الأمريكي، بعضهن ثري والبعض الآخر معدم، طفلات، أو سيدات في منتصف العمر، أو شابات، أمهات أو بنات، أو زوجات…قبل القراءة كنت أتوقع أنني سأقرأ قصصا تعنى بالأساس بالمرأة والنسوية بمختلف خطاباتها الحديثة أو المعاصرة، لكن القصص تذهب في اتجاه مخالف تماما، لأنها تنظر إلى المرأة كنوع وعندما أقول نوع، فهو بالمعنى الذي يعطيه دارون للنوع وكل ما يلمح إليه من صراع من أجل البقاء، المرأة عندما توضع في مواقف أن تختار الحياة، حياتها، حياة من تحب أو أن تفقد حياتها أو حياة من تحب في تلك اللحظات الحرجة فالمرأة تتصرف كنوع يصارع ليبقى، ليحمي، لينتصر بالدم ولا شيء غير الدم. القصص التسع من حيث الأسلوب، شخصيا ممن يعشقون التفاصيل الدقيقة، لا يكفي أن يخبرني الكاتب أن بطله طويل بل أنتظر أن أجد أوصافا أخرى غير الطول لأنه أمر بديهي، أحب ذلك الإنتقال من البداهة الأكثر سذاجة إلى النباهة الفائقة، كأن تجعل من بين النساء القاتلات قاتلة غير مباشرة، تحرِّك رجلا مختلا أو يكاد يكون، لتنفذ خطتها في التخلص من رجل آخر أزعجها، أن تحتمي المرأة أحيانا بأكثر غرائزها بدائية لتبدو في أجمل صورها…كما في ملاك الرحمة قاتلة المرضى الذين ينتظرون الموت، لا يمكن أن تسأل الملاك لما يقتل؟ من بين الوظائف الأكثر قدسية للملائكة أنه من بينها ملاك مخصص للقتل، في هكذا جو مليء بالدينية والقداسة من جهة والشيطانية من جهة أخرى تقتل الممرضة عددا من مرضاها إما شفقة أو لأنها لا تفهم رغبتهم الملحة في التشبث بحياة لا ينالون منها إلا الذل والتبول في أسرتهم المعفنة، يبدو الأمر هكذا مثيرا للغثيان لكنه أيضا على قدر كبير من العاطفة المتأزمة والمحبطة والوحيدة، في قصة دول وزوج أمها أو ربما هو بالفعل والدها لا يمكن للكاتبة أن تجزم بذلك طفلة في الحادية عشرة قاتلة متسلسلة لرجال في عز عنفوانهم، لكنهم يقعون تحت شفرة الحلاقة التي تحملها معها لتجز بها في الأول أعناقهم، ثم في الاخير جزءا منهم للذكرى غالبا ذلك الجزء الذي وترهم جدا لدرجة محاولتهم اقامة علاقة مع طفلة…في هذه القصص جويس لا تخبرنا لماذا تتصرف النساء كذلك ولا تقوم بمسح تقييمي للحالة لكنها غالبا تترك المسألة لنا لنفهم النسبة المتبقية ممّا طرحت أمامنا إذ لم تطرح إلا 10 بالمئة والباقي على القارئ
في الأخير اود القول أنني كقارئة لا يهمها إلا المتعة مما تقرأ فقد استمتعت جدا بالقصص وفكرت كثيرا في أمور مختلفة وانتبهت إلى تلك الأشياء التي تقع وسطا بين امتداد الأبيض والأسود وليست الوانا واضحة هي فقط متداخلة مثل النفس الانسانية بالضبط
……………………………….
الترجمة جيدة عموما…مع ملاحظة لم أفهم لماذا تم ذكرها من طرف المترجمين رغم أنهما لم يستفيدا ولا القاريء استفاد “في قصة دول وزوج امها في الهامش من اول صفحة القصة ذكر المترجمان أن والد (او زوج أم) دول يحمل اسما يهوديا لم يكن هناك أي داعي لمعلومة مماثلة إذ السياق العام للقصة لا فرق فيه بين بوذي ويهودي….ملاحظة ثانية أكره التهميشات في الأدب كرها شديدا…ملاحظة أخيرة في الصفحة الرابعة للغلاف كلمة للسيدة سوزان مبارك لم استطع قراءتها، بسبب الخط والتفاهة
غرفة 19
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”
- كتاب من اكثر الكتب تأثيراً في الأدب العربي والعالمي تحليل نقدي لكتاب- “النبي” لجبران خليل جبران
- فيروز امرأة كونيّة من لبنان -بقلم : وفيقة فخرالدّين غانم
- سلطة الدجاج بالعسل والخردل