مُنذُ بضعة أَيَّام ، أُمسِكُ بقَلَمي لأَكتُب ، وَلـٰكن هَيهَات ، تَتَفلتُ منِّي الأَفكَار ، وَإِحسَاسٌ بأَنَّ قَلَمي لَيسَ مِطوَاعٌ في يَدي ، وَكَأنَّ مِدَادَهُ عَصِيٌّ عَلىٰ الإِنسِيَاقِ ، أَو أَنَّهُ عَزَّ عَلَيهِ البَوح ، بِـرَغمِ تَزَاحُمِ الأَفكَارِ ، وَعُمقِ المَعَاني ..
الشُّرُودُ يَأسِرُ الأَوصَالَ ، وَتَفَكرٌ بـِ غَيرِ نَتَائج ، وَتَقَافُزٌ مِن فِكرَةٍ إِلىٰ فِكرَة ، وَمِن مَوضُعٍ إِلىٰ أَخر ، وَكَأَنَّهُ فِكرُ الشَّتَاتِ الـَّذي لا يَرسُو عَلىٰ شَيء مُفِيد ، كَـ زَورَقٍ يَطفُو عَلىٰ سَطحِ المَاءِ بـِلا رُبَّانٍ أَو مَرفَأ ..
نَقرٌ عَلىٰ نَاقُوسٍ صَومَعَةٍ ، وَصَوتِ التَراتيل يَنأى ، وَأَنفَاسُ الكَلِمَاتِ تَخبُو ، تُصبِحُ بـلا مَعنَىٰ ، والشُّرودُ هُوَ الشُّرود ، يُسَافِرُ مَع مُوسِيقَىٰ الطَبِيعَة ، يَتَأَمَّلُ مَلَكُوتَاً بـِ غَيرِ حُدود ..
الأَفكَارُ تَنزَلِقُ هُنَا وَهُنَاك ، تَنسَابُ في شُقُوقِ الأَرضِ ، لا تَختَفي فَـ تُنسَىٰ ، ولا تَخرُج فَـ تُضيءُ ، ولا بدَّ أَن يَأتي يَومٌ تَنبُتُ فيهِ كَمَا يَنبُتُ الزَّرع ، فَـ تَملأُ الصَّاعَ والصَّوَمَعَة ..
( عماد عواودة ، ابو حازم
الخميس ٢٣ يناير ٢٠٢٥ ، قميم )