سأستعيد موضوعًا قديمًا كان قد تمّ التّداول بشأنه وقد أخذ ضجّة عالميّة كبيرة، بحيث أنّه أصبح حديث النّاس في كلّ زمان ومكان آنذاك. لكنّه بعد فترة انتهى الكلام عنه، وأصبح طيّ النّسيان.
أليس هذا الأمر غريبًا؟ ألا ترون خلفيّة لهذا الأمر تفوق المعتاد؟ ألم تتساءلوا يومًا بينكم وبين أنفسكم لماذا ظهر هذا الاختراع المتخطّي لقدرة العقل البشريّ، وبعد فترة وجيزة توقّف الكلام عنه، وكأنّه ماء وتبخّر، أو حبّة ملح أو سكّر وذابت؟ ألا تراودكم شكوك في هذا الأمر؟ أو ما هو الهدف من الإعلان عن هكذا اختراع وبعد ذلك اختفى، وكأنّه انمحى من الذّاكرة البشريّة؟
فلنعُد بالكلام ونتذكّر موضوع الاستنساخ، كلّكم تقريبًا سمعتم بموضوع استنساخ النّعجة دولّي، ومن منكم لم يسمع عنها عبر التّلفاز، ووسائل التّواصل الاجتماعي الّتي تغزو كلّ بيت دون استثناء؟ حسنًا لنبحث في هذا الموضوع قليلًا، ولنجعل عقلنا يغوص في أعماق هذا الأمر، إنّ الاستنساخ البشريّ أمر محرّم في كلّ الأديان السّماويّة، وهذا أمر معروف، لهذا نرى توجّه العلماء في عمليّة الاستنساخ تلك الّتي كانت على الحيوانات بعيدًا عن البشر . إنّه أمر بغاية الذّكاء والحنكة، أن يقوم العلماء باكتشاف كبير مثل هذا وتنفيذه على الحيوانات، وذلك يعود لأمور عدّة، منها الهدف الكامن وراء هذا الاكتشاف، بحيث أنّهم لم يفصحوا عنه جهرًا، طبعًا لأنّ مثل هكذا اكتشاف يكون له خلفيّات مبهمة بالنّسبة للبشر العاديّين، ولكن ليس بالنّسبة للّذين اكتشفوه واخترعوه، فلا يوجد عالم قام باكتشاف جديد إلّا وينطوي تحت اختراعه أهداف كثيرة ومتعدّدة، ولكنّه لا يفصح عنها، بل يبقيها سرًّا مدفونًا في عقله وقلبه في آن واحد، إضافة إلى ذلك فهو هدفه من هذا الاختراع توجيه رسالة إلى البشريّة بقدرة العقل البشريّ على الاستنساخ، أضف إلى ذلك أنّه مؤشّر خطير على مدى اختراع أمور مشابهة موجودة في الحياة الّتي نعيشها، كما أنّ الهدف الرّئيسيّ من هكذا اكتشاف ألا وهو استنساخ النّعجة دولّي؛ يدلّ على نوايا مخفيّة عن النّاس، وكأنّ هؤلاء العلماء يقولون بصريح العبارة قدرتنا على الاستنساخ موجودة فعلًا، وهذا الأمر إذا كان يجب أن يدعو إلى شيء، فهو يدعو إلى القلق الّذي يحيط بالبشرّيّة جمعاء.
السّؤال الّذي يطرح نفسه في هذا الموضوع هو كالتّالي: هل بقي الاستنساخ محصورًا في النّعجة دولّي؟ أم أنّ هذا الاستنساخ يطبّق على البشر؟ هل تمّ الإعلان عن هكذا اكتشاف خطير لإصدار ضجّة عالميّة أو سبق صحفيّ فقط؟ أم أنّ له أهداف وأبعاد ومخطّطات أخرى غير مُعلن عنها، وعن النّوايا الكامنة وراء هكذا اختراع خطير؟
طبعا بالنّسبة لي الأمر يفوق ما هو سطحيّ، فلا يوجد عالم قام باختراع معيّن من أجل الإعلان عنه لفترة محدودة، والاضاءة على اكتشافه، وإيصاله إلى كلّ النّاس والتّكلّم عنه بهدف تبيان أنّه توصّل إلى اكتشاف جديد فقط، وأشير إلى نقطة مهمّة في هذا الموضوع المنسيّ ألّا وهو لماذا تمّ الإعلان عن هكذا اختراع خطير بكلّ ما للكلمة من معنى، وبعد ذلك توّقف الكلام عنه وأصبح في غياهب النّسيان؟ ألا يستدعي الأمر القلق بشأن هذا الاختراع؟ هل تتخيّلوا الاستنساخ الّذي سيجرونه على البشر لمآرب وأهداف وغايات ومخطّطات تخدم البعض؟ فما الهدف إذًا من هذا التّعتيم على هكذا اختراع واكتشاف خطير؟ فالدّول العلمانيّة لا يهمها الدّين، جلّ ما يهمّها هو تحقيق مآربها ومخطّطاتها في السّيطرة على العالم، ولا شكّ عندي أنّهم سيستخدمون هذا الاختراع لتحقيق أهدافهم وتنفيذ مخطّطاتهم للسّيطرة على العالم.
هذا الموضوع هو رؤية خاصّة بي، وهو موضوع شيّق لإبداء الرّأي والنّقاش فيه. وهو رأيّ شخصيّ، ولكنّني أرى أبعد من أنّ هذا الاختراع تمّ للتّجربة فقط، بل أنّ الأهداف الّتي ينضوي عليها أعمق بكثير من مجرّد اختراع واكتشاف تمّ التّوصّل إليه، وكأنّني أقرأ عقل العلماء الّذين توصّلوا إلى اكتشاف الاستنساخ وكأنّهم يوجّهون رسالة مبطّنة إلى العالم.
إنّه موضوع يحتاج إلى التّدقيق بأمره، وسبر أغواره لمعرفة المخطّطات والأهداف الّتي يكمن خلفها هكذا اختراع واكتشاف خطير.