واسيني الأعرج
الحياة أولى من جرحي لك؟
نحو أي مقام تمضي حبيبي؟ أنحوي أم نحو مبهمك المعتاد. تريث حبيبي وخفف عنك جرحك الذي يلازمك حتى آخر العمر. أعرف أني ذات سنة نسيتك أو كدت. أعرف أيضا أني خنتك ليال كثيرة باللمس أو الهمس أو الحب او سكينة العزلة. وشرعت لنفسي حق السر والخيانة. هل كنت انتقم من كل ما يحيط بك من نساء وقصص سمعتها حتى استسلمت لها؟ أحببت أن اجرب رجلا، رجالا غيرك؟
كم اشتهي أن انسى كل ما جرى في غفلة من قلبك وجسدك. كم أشتهي في هذا الصباح الشتوي ان افتح عيني عليك، لو فقط أستطيع؟ وأنت تنتظر غوايات يوم رايته في الحلم وصدقته بقوة. لكن الأيام مثل البشر، تخون سحرها الأول. هل كان ذلك كله ضروريا ليتحول الثلج إلى رماد؟ لماذا؟ كم اشتهي ان انتظرك انا إيضا على حوافك القلقة فقط لأقول لك صباح الخير يا عمري، قلقي، حكايتي الساحرة، رجلي الذي يشبه غيمة، وأضمك إلى صدري قليلا ثم امضي. كم أشتهي في هذا المطر الناعم ونثار الثلج ان أخذك من يدك واركض معك بلا أية وجهة وعندما نتعب نجلس على حافة بحر سيأتي نحونا بشموخه ويغطينا بزرقته ولا يسالنا عن الهبل الذي اصابنا. لكن حبيبي لا أستطيع. مريضة بك لهذا أي نسمة تجرحني ما رأيك أن لا تراني؟ كنت على الحافة أنتظرك لأودع معك سنة مضت مثقلة بنا، أو عيد ميلاد لم اعد اتذكره دونك. كم أشتهي، في عمق هذه السماء الماطرة، ان أرى الشعاع اليتيم الهارب من غيمة ثقيلة يرتسم على وجهك وفي عينيك وأرى عمق الحزن الذي خلفته حماقتي فيك. كم أشتهي ان اهرب بعيدا ولا التفت إلا لأراك واحفظ وجهك وأحبك كل يوم أكثر. كم أشتهي لكن لا ثلج في المدينة إلا الرماد. كيف يتحول الثلج إلى رماد في ثانية حبيبي.. أفتقدك وأنت هناك؟ واستحضرك حتى وانت بعيد. كم أشتهي في عمق هذا المطر البارد ان أعبث بكل الألوان التي في قلبي وابعثرها على سمائك اليتيمة وارسم بها قوس قزح يشبه قلبك. كم أشتهي لو العمر يسعفني، ان اراك فقط وأقول لك صباح الخير يا عمري
اوقف تيهك واسفارك، عطل أحزانك قليلا وصفد ابواب الذاكرة الجريحة وتعال
الحياة اولى من جرحي لك