*منحت جمعية تعويض المرضى الدنماركية Danish Patient Compensation Association، وهي هيئة مستقلة مدعومة من حكومة الدنمارك لتقيم مطالبات التعويض نيابة عن الدولة، تعويضا لأربعة أفراد فقدوا البصر شخصت حالاتهم بما يعرف بحالة “الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني” (Nonarteritic Anterior Ischemic Optic Neuropathy).
وتختصر طبياً ب (NAION) وهي حالة نادرة ناجمة عن نقص إمدادات الدم إلى العصب البصري والتي يمكن أن تؤدي إلى ضرر دائم، بعد استخدامهم لأدوية علاج السكري Ozempic وتخفيض الوزن Wegovy.
*التقييم المستقل للحالات المقدمة:
قامت جمعية تعويض المرضى الدنماركية هذه بتقييم المطالبات التي قدمت لها، ودرست كل حالة على حدة وقيَّمتها تقيِّماً فرديا قام به الأطباء المختصين بالأعصاب البصرية واعتمدت هذه التقييمات لتقرير الأهلية لأصحابها. تم منح أربعة مرضى تقويماً مالياً مجموعه 800,000 كرونة دنماركية (حوالي 123,000 دولار أمريكي)، مع إمكانية زيادة المبلغ بناء على التأثير طويل الأجل على حياتهم، مثل قدرتهم على العمل.ولا تزال هناك مطالبات جارية قيد النظر للحالات الباقية للأشخاص الذين كان عددهم بحدود 43 شخصا، إضافةً لقضايا أخرى لازالت قيد التحقيق. هذا النظام الرسمي لتقديم التعويض يشمل فقط المرضى المقيمين في الدانمارك .
وصفت هذه الأحكام الحالات المقدمة بأنها معقدة للغاية وأشارت إلى أنها تطلبت مراجعة آراء ومداخلات أخصائي الأعصاب البصرية.
*يحتوي كلاً من Ozempic و Wegovy على المادة الفعالة Semaglutide “سيماغلوتيد” الذي تم ربطه في بحالة خطيرة نادرة جدا تصيب العين تسمى الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني (NAION)، يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى فقدان دائم للرؤية.
*اهتمت لجنة السلامة التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية European Medicines Agency (EMA)،
المشابهة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، بهذه النتائج ووصفتها بأنها حالة معقدة، مما دفع الشركة المنتجة نوفو نورديسك Novo Nordisk في حزيران الماضي إلى تحديث ملصقات المنتجات لكلا الدواءين بإضافة التحذير على ملصقات عُلب الدواء تنص على أن مادة semaglutide الفعالة في عقار Ozempic وعقار Wegovy قد تسبب حالة “NAION” بمعدل يصل إلى 1 من كل 10000 مستخدم.
*قد يعكس هذا الإجراء الذي اتخذته الشركة ولجنة السلامة الأوروبية (EMA) على أن هذا التأثير لهذه المادة، على الرغم من ندرته، اعترافًا ضمنيًا بأنه أمرٌ حقيقي خطير على العين والبصر، وليس مجرد تحذير نظري.
أكدت الشركة المنتجة (Novo Nordisk) على أن قرار الجهات التنظيمية انطلق من مفهوم “الفائدة مقابل المخاطر”، وأن الدواء مفيد في معظمه، طالما كان المستخدمين على علم بالمخاطر المحتملة. لكنه ليس بالضرورة يعني أن كل من يستخدم الدواء في الدانمارك يستحق التعويض، أو أن كل حالة عمى حدثت بعد استخدام أياً من هذين الدواءين ستُعزى تلقائيًا وتفسر على أنها حدثت بسبب استخدام الدواء، وإنما النتيجة النهائية ستظهر وتقرر بعد دراسة كل حالة ومتغيراتها وعوامل الخطر التي ترافقها مثل الظروف الصحية على انفراد بالاستناد على التقارير الطبية المهنية، وما إذا كانت الأدلة كافية لتُثبت السببية.
يتوقع أن تزداد عدد الحالات المشابهه المعروضة على هذه الهيئة المختصة.
ومن المرجّح أن تعيد شركة نوفو نوردسك Novo Nordisk النظر بمراقبة منتجات سيماغلوتايد واستخداماتها وتحذيراتها للمرضى الذين يستخدمون هذه العقاقير للتنحيف عند الأشخاص الأصحاء بهدف رفع الوعي الطبي والعام بوجود خطر محتمل.
*لم يقتصر هذا التحذير على الهيئة الدنماركية المستقلة التي حكمت في هذه القضايا، ولا على لجنة السلامة التابعة لوكالة الأدوية بل أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أيضاً قد اهتمت بهذا الخطر وأصدرت التعليمات والإرشادات الخاصة المتعلقة بهذا الشأن.
*لاتتوفر المعلومات الكافية لتفسير حالة فقدان البصر التي ظهرت بعد استعمال هذين العقارين ، ولكن بعض المصادر أشارت إلى أن تأثير خفض نسبة السكر في الدم للسيماغلوتيد يمكن أن يسبب عدم وضوح الرؤية من خلال التأثير على عدسة العين، على الرغم من أن هذه مشكلة منفصلة عن حالة NAION.
*الاستنتاج: لايمكن إعتبار هذه التعويضات إقراراً نهائياً بثبوت خطر استعمال هذا الدواء بشكل نهائي.
على المرضى المستخدمين لهذه الأدوية إتباع تعليمات الطبيب وإرشاداته، وإبلاغ الطبيب المختص عند حصول التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية حال حدوثها ومن دون تأخير.

وسلامتكم
د.ص. غازي التميمي
30 تشرين الثاني 2025