جمال نوري
قبل اﻻنفجار بدقائق دخلت سيارة بتثاقل تنوء تحت ثقل أطنان من المتفجرات من سيطرة المدينة حيث شيعها الشرطي بابتسامة ماكرة…قبل ثوان ركنها السائق في سوق المدينة المحتشد بالناس ،ثم ترجل مغادرا إلى جهة مجهولة..في الوقت الذي دنت لحظة اﻻنفجار كانت ثمة امرأة تمسك بيد طفلة ،والطفلة تمسك بيد دميتها التي لم تكف عن اصدار ضحكة متواصلة طالما اهتزت ..ثمة رحل يمازح امرأة وهي تنتقي فاكهة طازجة…سمعت أن أبا جاسم سيتزوج ..فترد المرأة بثقة …لن يفعلها ..اردف الرجل ذلك بضحكة مجلجلة. شباب يندفعون بهمة نحو قارعة الطريق ينتظرون فرص عمل قادمة ..أطفال ينوؤن تحت ثقل حقائبهم المدرسية بعد ساعات حافلة بالدروس وهم يقفلون عائدين إلى بيوتهم ..أصوات الباعة تعلن بتنافس عن أسعار متهاودة لبضائعهم ..رجل ستيني يقف جوار صديق لم يره منذ زمن حدثه عن آخر التطورات وهزائم اﻻرهاب..امرأة مسنة تساوم بائعا على سعر الباذنجان وأخرى تغذ خطاها مسرعة نحو نهاية السوق..في هذه اللحظة تحديدا تنفجر السيارة ويتحول المشهد كله إلى خراب حقيقي وجثث مبعثرة وصوت بكاء وعويل متواصل وعلى جانب الطريق ثمة دمية صغيرة تضحك من دون انقطاع وسط النيران والدخان
اللوحة للتشكيلي كامل حسين