اسماعيل حيدر
لم اعد أكترث للخطابات السياسية او التحاليل والتصريحات المملة، كلها تحمل في طياتها رسائل معينة لهدف محدد. يهمني الان كيفية الحصول على رغيف من الخبز او شربة من الماء فهؤلاء الناس لم يأتوا بجناية ولا يعلمون ما الغاية، قتلهم حرملة اللبناني …هؤلاء الذين يفتشون عن مصدر رزقهم وتأمين قوتهم باتوا فريسة الفساد والإحتكار والخداع السياسي الكاذب
بت أبحث في مكان أخريختلف فيه الوضع وتتبدل الصورة .. هناك بتنا نجلس ونترقب ان يلعب منتخب السلة لأن المباريات الرياضية باتت بحد ذاتها مصدر الهام وتتبع، فكيف اذا كان منتخبا لبنانيا يتفوق على واقعه المحلي ويجود ويبهر العالم ويؤكد ان لبنان رغم ضعف الإمكانيات والحصار الإقتصادي قادر ان ينهض من تحت التراب
هنئيا لنا بالسلة اللبنانية.. من حاول ان يتطاول على اكرم الحلبي فهو واهم، وخبيث، يكفي ان الرجل وجد لنا متنفسا حيويا باهرا وغير مكلف، وبأقل المجهودات
أن تفوز على منتخب مثل الفلبيني يعني اننا قطعنا شوطا رياضيا كبيرا في معركتنا الاسيوية.. التي تمهد للوصول الى المونديال
ليس الحلبي وحده في هذه المعركة الوجودية لدينا مدرب عبقري مثل جاد الحاج يعمل بالفكر والعقل والروية لتمكين المنتخب من التفوق على الآخرين
يجب ان يعرف الجميع ان الفلبين سوف تستضيف المونديال المقبل الى جانب اليابان ومنتخبها الذي سقط امام اللبناني سوف يمثلها في هذا المحفل الدولي. تفوق اللاعبون اللبنانيون جعلونا نفتخر بانانيتنا التواقة الى الإنجاز.. وننسى كل الذين يتبجحون بالسياسة ويخطبون بالناس والبلد امامهم ينهار لحظة بلحظة بسبب الكيد الساسي والتبعية المطلقة للخارج بكل ميوله
في السلة اللبنانية لا ميول او تمسك بالرأي من يشاهد “الرهيب” العرقجي” او هايك المبدع ينسى واقعه.. جعلنا منتخب السلة ننسى كل المعاناة المعيشية. وأكد على تماسك اللبنانيين بكل طوائفهم
لم يمر على لبنان منتخبا مثل الذي نشاهده اليوم، الطريقة المبدعة التي يلعب بها.. جعلتنا نؤمن تماما بعبقرية اللبناني.. شاهدنا كيف يلعب اللبنانيون.. بالضغط الفني الذي يدير الأمور بجدية مطلقة.. وباللعب تحت السلة وبقطع الكرات والآرتداد السريع، وبالثلاثيات الرائعة التي جيرت النتيجة لمصلحتنا
هذا هو المنتخب الذي غاب عنه أهم لاعبين هما علي حيدر وأمير سعود.. لم يتغير الأداء والتنويع بوجود قائد الأوركسترا العرقجي..لاعب رهيب والله رهيب بوجوده يشعرك ان المنتخب بامان
بذل اللاعبون كل ما بوسعهم وأحسنوا بتطبيق تعليمات المدرب الفذ جاد الحاج.. نجحت السلة اللبنانية في تخطي عقبة كأداء وتتحضر للمزيد
أليست كرة السلة افضل بكثير من المزايدات السياسية والتصاريح البالية التي لم تحقق لنا سوى المزيد من الدمار والعتمة والنقص الغذائي بمختلف صوره.. السلة انتشلتنا مرة جديدة من العتمة وأضاءت سماء لبنان احسنتم يا ابطال الأرز والى تحقيق المزيد من الإبداع