ليلى عبد الأمير
وأبقى أتنفس الغربة
جميلة وشفافة أحلام وأُمنيات الأطفال
(العربانه أُم الحصانين)
هذا كل ما كنت اتمناه أن أُسافر من بغداد للحلة من اجل ان أركب في العربانة (الربل) تقلنا من الكراج الى بيت خالتي في القاضية…دهشة وشعور لا يوصف من المتعة …كانت كل أُمنياتي ان تنتقل الحلة الى بغداد أو بالعكس… الحلة مدينة صغيرة وديعة طيبة… الحلة في أزقتها (عگودها) الضيقة وبعضها ضيقة جدا تلك الملتوية بضياءها الخافت.. تاريخ عتيد ، يتسيدها طابع ألقاب عوائل بعضها ارستقراطية برجوازية وبعضها بسيطة في بيوت الشناشيل وعلاقات الجيرة الحميمة ولعب الاطفال
الألعاب نفسها في بغداد ولكن تختلف بالأسماء مثلا التوكي في بغداد محلق في الحلة ما اعذبها من أيام…لكني كنت اخاف بل ارتعب من ليل الحلة لانهم ينامون مبكرين.. بحيث تبدو الازقة لا أثر لها في الحياة …ومن اجل ان ننام يرعبوننا (ناموا ليجيكم الطنطل ) ولا ادري ان حضر الطنطل ترى ماذا سيعمل بنا وبيّ خاصة !؟ فألوذ بالرعب ، كنت اعتقد الملائكة والجن يسكنون في الحلة فقط في تلك العگود ينامون بالنهار ويستيقظون ليلاً ليرعبوا الاطفال .. ليل الحلة يشعرني بالوحشه والغربة بالظلام .كنت أعتقد انها هكذا تحب وتسترخي في الظلام هذه الفقرة بالذات كانت تشكل عقدة في ذاتي وتدخل الخوف في روحي ولكني أصّبر نفسي من أجل نهارات الحلة.. الحميمة واللعب مع بنات خالتي وبنات الجيران… .يبدو لي كأن الحلة تموت فيها الحياة ليلا فقط
في هذا اليوم بالذات… مع شريط كاسيت من الذكريات البريئة وانا اسير في سوق المسقف (المسگف) وأشم ذكريات عطر الناس الطيبة أغلبهم رحلوا والان أحفادهم… الدكاكين مازالت نفسها صغيرة وقديمة جدا تتكئ على بعضها
هي فرصة ان اسير ذهاباً بهذا الجانب لانتقل الى الجانب الآخر في الإياب…يبدو لي مازلت طفلة… لا اعرف لماذا لا أكبر
لم اكن أعلم في يوم من الايام سيستقر بي المطاف في هذه الحلة الهادئة حد اليباس… الحلة البعيدة عن الضجيج وصخب الحياة البغدادية المحببة لروحي
الحلة وليست بابل كما احبها مدينة صابرة هادئة وأحيانا مطيعة…نعم الحلة مطيعة جدا حد لايروق لبعضهم التمرد ..؟؟
وانا خارجة من عيادة الطبيب جرفني الحنين لأسير في سوق المسگف .الجمعة 26/8/2022
غرفة 19
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”
- كتاب من اكثر الكتب تأثيراً في الأدب العربي والعالمي تحليل نقدي لكتاب- “النبي” لجبران خليل جبران
- فيروز امرأة كونيّة من لبنان -بقلم : وفيقة فخرالدّين غانم