د. شاكر نوري
المجموعة الثانية من لوحات الطاعون … طاعون بغداد لم ينتقل بهياجه وأهواله إلى الكلمات بل امتد إلى الألوان، إلى الكانفاس، القماش، فاختلط الحبر بالأصباغ، وجرى في عروقي، لا فرق بين الكلمات والألوان، الحبر والصبغ، نهران يجريان، ولا يتوقفان، رغم بعض الأصوات هنا وهناك، الكل يعمل في مخيلتي، وأنا أغوص هذه الملحمة، في التخييل التاريخي، بعد تجربتنا الناجحة في رواية (خاتون بغداد) ـــ جائزة الرواية العربية من كتارا 2017) وها هو التاريخ يناديني مرة أخرى، لا أخرج منه منذ ثلاثة أعوام، منكبٌ على كتابة هذه الملحمة ليل نهار، ولا عمل لي سوى الابحار في عام 1830 ايام الوالي المستنير داود باشا الذي وقع ضحية التامر، وانتهى العهد الذهبي لبغداد، وجاء البرابرة ليخربوا كل شيء، لانهاء آخر حكم المماليك ليعيدوا السيطرة العثمانية البغيضة على بغداد، من خلال البيدق المأجور، الغازي البدين السكير على رضا باشا بحجة تحرير بغداد، فقتل ونهب وسلب واغتصب، والنتيجة رواية كبيرة من 100 ألف كلمة تقريبًا، ونحو 50لوحة. (الطاعون .. يا بغداد الطاعون!). أطمح إلى إقامة معرض خاص بالطاعون مع روايتي. تحية للأصدقاء والأحباء. (اللوحة الأولى استيحاء من لوحة الصرخة للفنان النرويجي إدوارد مونش)