” هناك أشخاص يجرفنا نحوهن سلاسة كلماتهم وثقتهم عند الحديث، الشيء الذي بالضرورة يثير منابع لبنا وهكذا نجدنا غارقين في وحل من التعجب بهن على فور دون أن يكون منبع اعجابنا بهن بالضرورة من منطلق المواعدة او العشق انما حبا افلاطونيا أو حبا في الله فقط؛ أشخاصا كهذا جديرون بأحداث تغيرات ايجابيا في نفوسنا حتما”
لا أدري كيف استحضرت حديث أخي الكبير اليوم، هل هو الحنين إليه ام اتراني لا زلت اعيش احلام يقظتي
حسنا دعني نعرج بك قليلا الى يومياتي، لنرى ما فيها من مكنون نفسي، نفسي المولع بأشتها مقابلة أخي الأكبر ومسامرته مرة أخرى لعلى انهل من فيض قلبه الناصع البياض والحكم:
حدث وأن صادفني في صيرورة الحياة اشخاصا كثر الا أن احدهن لم يرتقي لذاك الشخص الذي خبرني عنه اخي الا انني اليوم وجدت ضالتي اي وجدتها فلم تكن بالفعل شخصا مثلها فحسب بل أحدثت الكثير من فرق في حياتي على سبيل المثال لا الحصر، وجدت بأن حياتي أخذ يتغير نحو الأجمل لفترة من الزمان، وقد كانت ذلك بفعل تواجدها بها ،
بل ينبع ذلكم الارتياح التي يجتاحني الآن من كثرة مقابلتها، او لعلها استمرارية بهاء طلتها في نظري.جذبني نحوها شيء لا أدري ماهيته، الا أنني بت أدري مدى عمقه ذلك حين افتقادها لبرهة.
كهذا سأعرف لماذا الشعور بالحزن عند
غيابها عن ناظري مدة، او بدهية تأنيبي لها حين يخطأ ولماذا لا أفتأ وأن اوبخها بشدة كما لو إنها اختي الصغيرة ، او شخصا عزيزا على نفسي (وأن صارت كذلك لاحقاً).
“ينبع فورة ذلك الهياج من حبك الجامح لها”
كان سيقول لي ذلك أخي الأكبر
وهكذا حين علمت أسباب غيابها لاحقا، سرعان ما تفقدت احوالها للاطمئنان عليها من بعض الصحويبات والمعارف وهلم جرا كما لم يهدى لي بالي إلا أن حين تعود ونلتقي مجددا.
هكذا اجدني في احايين أخرى مشحون بالغضب الشديد حد المقاطعة إلا أنني حين
أستحضر لاحقا كلمات اخي الكبير والذي للأسف لم يعد موجودا الآن
“انها لطيفة، عاملها برفق ولطف ستحبك حتما، وتنصاع لك”
واردف:
“من الضرورة والجمال أن نحس بالراحة لدي مقابلتنا للآخر”،
اه كم أحب اخي الكبير حين ينحت الحروف!
قال لي ذلك بكل برود وهداوة منقطع النظير واخذ يعدل من جلسته في كرسيه الخشبي تلك
“والأجمل أن كانت تحس هي ايضا بنفس الأحاسيس الذي ينتابك حينها”
أضفت له، فلم يعقب مجددا و أكتفي بتلك الابتسامة المعهودة والذي لم يفارق محياه حتى رحيله المر تلك.
اجدني الين القلب فأتراجع عن عقابها، أسامحها من كل هفواتها، عالما في غرارة نفسي بأنها قد تتوب ولن تقدم إلى فعل المعاصي مجددا، ما هذا اشعر بالحزن الشديد تشبه تلك التي تنهد به الفيلسوف نيتشه
“ليست حزينا بسبب كذبتك لي، الا أنني حزين لأنني لن اصدقك بعد اليوم”
أدرك بان ذاك الجدار الحائطي الصلب الذي كنت قد بنيتها عنها أخذت تنهار كجدار برلين مرة والى إلابدأ اذ لن
“أستطيع تصديقها مرة أخرى، كما أن تعاملي معها ستشوبها الحذر واللا يقين من الآن فصاعدا”
هكذا أخبرت أخي الأكبر حينها،
” مع مرور الوقت تعلمنا التجارب بأن لا أحدا مثالي ابدأ، كلنا عرضة الى ارتكاب المعاصي والاخطاء وأن من الأجدر الترافع عن احكامنا المسبقة ذلك لضيق منظورنا الأحادي، فما نرسمها من ملامح وهيئة لأشخاص بعينه ماهي إلا لوحة خيالية في رؤسنا نريد لها الحياة في الخارج في الوقت الذي لا يصلح لها الحياة الواقعي دون ان يشوبها شيئا من السيريالية فداخل كل شخص مننا هناك دائم صراع الشر والخير مالم يجد المرء طريقة ما لتلاحم تلك الاضداد فلا مفر من المعاصي”
هكذا نطق أخي الفذ، البديع ، أخي الذي لم أجد وقتا كافي لاخباره كم احببته كما لم أحب أحدا من قبل الا أن الاقدار كانت له احكاما أخرى فأراد لنا الافتراق.
هكذا اجدني قد تخلصت تدريجيا من قناعات والثوابت سخيفة وزائلة، كأن تؤمن بأن فلان هو شخصية مصدر ثقة وجديرة بالمثالية، مما خفف عني الصدمات والخيبات وقد كان كل ذلك التغير والوعي بفضله أخي الفريد لما لا فقد كان وحسد زمان لما يملكه من طيبة قلب وحسن إدراكه لمخلوقات الله قي الأرض.
في الأخير ما نحن سوى بشر ذو ميول مختلف واذواق متقلبة، قد يعجبنا العجب اليوم وغدا نغض الطرف عنه دون مسببات مقنع تارة، وتارة حب التغير فحسب.