هيَ تلويحةٌ للوداعِ
ويدٌ من سلالةِ حزني القديمِ
فرشِّي الطفولةَ
دكِّي جنوني
وهدِّي قلاعي
قلتُ للرّيحِ قبلَ الهبوبِ:
تعالي إليَّ
ربيعي تيتَّمَ
فجري تهدَّمَ
ماتَ اندلاعي
هذهِ الأرضُ تكفي لقبرٍ صغيرٍ
لبحرٍ يضيقُ بنبضِ شراعي
هذهِ الأرضُ تجمعُني بي
تفرِّقني
وتضيِّقَ فيَّ اتِّساعي
في الطبيعةِ كم زهرةٍ ذبلتْ
نسمةٍ خمدتْ
غيمةٍ نشفتْ
فإذا بي أرافقُ نهرَ ضياعي
هيَ تلويحةٌ مرَّةٌ
طعمُها طعمُ بحرٍ أجاجٍ
لونُها لونُ قافلةٍ من جياعِ
لن أنادي عليَّ
فسمعي ثقيلٌ
وظلِّي ثقيلٌ
وموتي ثقيلٌ
وفوقَ القصيدةِ ألقيْتُ رأسي
فرشْتُ صداعي
إنَّ هذا الهباءَ قطيعي
وما منْ دليلٍ وراعِ
إذاً ابتعدي
إنَّ ناريَ مجنونةٌ
وخيالي البعيدُ يجيءُ
ويجلسُ مثلَ المجانينِ
فوقَ يراعي
كيفَ أنجو من الموتِ
إن الحياةَ تريدُ التخلِّيَ عنِّي
فبينهما حولَ شأني
حوارٌ وشدٌّ وجذبٌ
وألفُ اختراعِ
هي تلويحةٌ للوداعِ
غيرَ أنِّيَ في زحمةِ الطَّيرانِ
فقدْتُ ذراعي
إنَّ هذا الجنونَ الطبيعيَّ لي
لا لغيري
لغيري الجنونُ الصِّناعي