في زاوِيَةٍ مِن خَيالِي،
أركُضُ…
ويُرَافِقُنِي البحرُ في ذَيْلِ فُسْتانِي الأزرقْ.
كأنَّنِي موجَةٌ راجِعَة،
أُفْلِتُ حُزنَ الرِّمالِ،
وأَترُكُها تَغْرَقْ…
قَمَرٌ يُوشِكُ أنْ يَسقُطَ في صَمتِي،
ونَايٌ يُدَثِّرُ البُعدَ،
يَكْتُمُ الآهَ في المُطْلَقْ.
قُرًى نَائمةٌ على وسَادةِ الغياب،
نَخْلٌ يَسْهَرُ في انْتِظارِ مَن لا يَجِيء،
وضَحْكَةٌ تُسْرَقُ من مَغارَاتِ الأَسَى…
بيْتٌ مِن طِينٍ،
تَحْتَضِنُهُ الأَشجارُ كأُمٍّ تُرَبِّتُ على القَلْقْ،
وأبوابُهُ لَم تُغْلَقْ… تَنْتَظِرُني.
في خَيالِي، أُغْنِيَةٌ
لا تَحْمِلُ اسْمًا…
وشاطِئٌ غَامِضٌ يَهْمِسُ لِزَوْرَقِي التَّائِه.
وشُرْفَةٌ نَامَ اللَّيْلُ على كَفِّها،
تَشْهَقُ أَخشابُها
إنْ سَأَلْتِهَا النَّارَ عَن سِرِّ الهُدُوء.
أَرى أَطْفالًا يَشُدّونَ الصَّبَاحَ بخُيوطٍ مِن ضَوء،
وسَحابَةً تُحاوِلُ فَهْمَ الرِّمال… فَتَغْرَقْ.
مِنَ اللَّيلِ، أَجْمَعُ أَطْيافَ النُّجُوم،
أَتَأمَّلُ غابَةً
عَلِقَتْ فِي نَفْسِهَا… تَبحثُ عَن مَخْرَجْ.
أُرْهِفُ رُوحِي لِلمَعْنَى،
أَحْتَرِفُ قِرَاءَةَ النَّقْشِ
فوقَ جُدْرَانٍ أَرْهَقَها الزَّمَن.
في قَلْبِي رَعْشَةُ نَغْمَة،
تَحْمِلُنِي إِلَى مِيَاهِيَ الأُولَى،
إِلَى صَمْتِ البِدَايَاتِ…
حَيْثُ كُنْتُ
صَدًى لَم يُخْلَقْ…
وَلكِنَّهُ كَانَ فِي الغَيْبِ يَنْتَظِرُنِي.