اخلاص فرنسيس
نشدُّ خيطَ الفجرِ
قُبّرةٌ تناغي أخرى
وهديلُ الحمامِ المنسيّ
في طاقةِ منزلِنا القديمِ
العناكبُ تتدلّى من السقيفةِ
تمارسُ طقوسَ الرقصِ
تتأرجحُ في ضوءِ الشمسِ الخجولِ
الذي تسرّبَ من شقوقِ البابِ المخلّعِ
صمتٌ يزجرُ الروحَ
أردتُ أن أعانقَ الجدرانَ
أتدفّأُ بينَ ذراعيْها
عالقٌ أنتَ في عنقِ الذاكرةِ
عصيٌّ عليّ نسيانُكَ
رعشةٌ تولدُ في مسام يدي
أفتّشُ عن إيقاعِ غيابِكَ
تهبُّ عاصفةٌ في صدري
وتشتعلُ باسمِكَ شفتي
أقعُ في كمينِ بكائي
فأبرّرُ بضحكةٍ ماكرةٍ
حين أفكّرُ في اتّفاقنا المبرمِ
تشهقُ أناملي
أيّ عبثٍ هذا؟
فشبحُ الرحيلِ خلفَ البابِ
مساءٌ بلا عازفٍ
وفجرٌ بلا لحنٍ
وشمسٌ تشدّ على يدِ الرحيلِ
وأنا في دفترِكَ
موسيقا وثرثرةُ وترٍ
وسؤالٌ وحيدٌ في زحامِ الورقِ