إخلاص فرنسيس
ذاتَ شوقٍ تسلّلَ في الفجرِ خيالهُ
خطى خفيفةٌ منسيّةٌ شقّها الجفافُ
سبقتْ تلك الخطى الطلّ
يلفّها في ضبابِ الصباحِ
منسيٌّ قالَ في غياهبِ الحكايةِ
تقودهُ الحروفُ
رفعَ ستارَ العتمةِ، وخرجَ حرًّا
يرفلُ في التلالِ.. يزرعُها أحلامًا
وفي الوادي القريبِ هناكَ مَن تنتظرُ
في حقلِ النعناعِ تنتظرُ
تراقصُ الفراشَ وتسكبُ الصدى
على شفاهِ الوردِ، ومعًا يشربانِ
الشوقَ في كأسٍ لازورديٍّ
هتافُ الفجرِ يشقّ السكونَ
فيسقطُ الليلُ
يختلطُ الدمعُ معَ ألحانِ العصافيرِ
يحطّمُ جدارَ الكوخِ العتيقِ
ويخرجُ من يأسِهِ الغريقِ
يركضُ مسترسلًا
ووجهُهُ الوضّاءُ يطاردُ الريحَ
لم يعدْ في الليلِ عمرٌ طويلٌ
والصباحُ يجوبُ الفضاءَ
وشذى البنفسجِ يملأُ الركنَ
مرّ على مهلٍ أيها الغريبُ
وغنِّ للقمرِ الراحلِ أغنيةَ الشجنِ
واعصرِ النجومَ في وجنةِ الحياةِ
من أيّ ساقيةٍ رضعتَ عذبَ الروحِ
ومن أيّ أغنيةٍ ولدَ صوتكَ
ومن أيّ جنونٍ تردّدُ همسكَ
مآقينا أشعلَها الأسى
اضطجعنا على سريرِ الهوى
ولجنا الحياةَ
وهناكَ تكسّرتْ أمانينا
لم نكنْ من هواةِ الحزنِ
بل البسمةُ وردةٌ حمراءُ في شفاهنا
من وزّع الجراحَ في الضلوعْ
ومن أهدى لنا الدموعْ
من أحرقَ معابدنا
ودفنوا في جوفِ الليلِ قصائدنا
ذوّبني بحضورِك.. حبيبي
ودعِ الشمسَ تطلُّ بنورها البهيّ
هناكَ على البحرِ
حيث خلعتُ نعلي
غسلتُ بالملحِ قلبكَ المدمّي
ورحنا ننشدُ للغربةِ
ونعاقرُ كأسَ الذكرياتِ
ونضحكُ في وجهِ الأحزانِ
من يصدّقُ أنّي قطعت الأميالَ
لأهديكَ رائحةَ قلبي
وأنامَ في دفءِ قميصِكَ الأخضرَ؟

غرفة 19
- قراءة لقصيدة الشاعرة إخلاص فرنسيس “غناء الفراشة “
- « التراث : مرتكز لاستقراء المستقبل وليس ماضٍ منقطع »
- تعالي… تعالي…
- كيف يُنقذ المسرح طفلنا من صمت الشاشات ويصنع منه قائداً
- مجلات الأطفال في الزمن الجميل…اقرأني كما كنتَ طفلًا… فهنا يبدأ الحلم، وهناك لا ينتهي/”الزمن الجميل”…هل كان جميلا حقا؟ (18)
- قراءة نقديّة في رواية “مريم فرح، حكاية من الشّرق الحزين”





