عن الكتاب
هنالك أشياء تتوسد دواخلنا ونحتضنها برفق ومحبة ولا نفرط فيها مهما كانت الأسباب، ومنها كذلك ما نستند عليه ويستند علينا، ومنها ما نتكئ عليه و يتكئ علينا وبين هذا وذلك تتولد مشاعر أقل ما توصف به شعور عميق بالراحة وهي خليط من راحة البال أو الراحة النفسية، ومحصلته دفء يتسرب إلى سويداء القلب الكلمات تقف أمامه حيرى لا تستطيع رسمه بحروفها وبالتالي يستعصي عليها ترجمة المعنى، وتسجل حاسة اللمس حضورا متميزا في هذه اللحظة لأننا نستطيع أن نلمس هذا الشعور الجميل، ثم تتجمع الحواس الخمس وتتحد معهم الحاسة السادسة وعندئذ تتولد مساحات من الجمال لها سحر فعال، فتداعى الذكريات وتلهب المشاعر وقد يكن الخاطر وينفطر من شدة الحزن ، وقد يبكي من شدة الفرح، والدموع تفرض نفسها في الحالتين الذكريات قد يصيبها البلى، ومنها ما لا يفنى وما يبقى من فتاتها يزكي فتيلها فتهيج الاشواق ويذوب الحنين من شدة التحنان وعندما تعصف الأيام بالذكريات وتقذف بها صروف النوى إلى مراتع الصبا ومهد الطفولة، ينهض الزمان مهللا مستبشرا ليستقبل الماضي بكل ما فيه من ألق وجمال، ويرحب المكان بالقادمين ويفتح ذراعيه ليحتضن الوافدين