د. يسرى البيطار
كي أُغوِيَ الليلَ والأنسامَ بالعطرِ
بلّـلْتُ بالدمعِ شوقَ الخدّ والنحرِ
ورحتُ أَصعدُ في التنهيد أعبُرُهُ
كما عبرتُ قرًى مِن سالفِ العصرِ
هي الأماكنُ أوفى في تشبّثِها
بمَن تحبُّ وإنّ الأرض لا تسري
ألقيتُ حبّي على الأغصان تعرفُهُ
وتعرفُ الوَرَقَ المغسول بالشعرِ
حملتُ ضوءًا وذاك العتمُ أتعبَني
ويؤلِمُ الرّيُّ ما قد ماتَ في الزهرِ
ورغمَ ما كان ممّا لستُ أذكرُهُ
جلستُ أقرأُ إخلاصي على النهرِ
سامحتُ حتى انحنى قلبي على جسدي
وهبّت الريح في أوراقيَ الخضرِ
لكنّ يُسرَى كما لا شيءَ يشبهُها
ولا يَنالُ الأسى من شهقة الفجرِ
أُبدي الغضاضةَ تحت الثوب ناصعةً
كما بدا البرقُ في تلويحةِ الصدرِ
والليلُ رطبٌ وأعنابٌ تدورُ على
ثغر المدائنِ حتى عذبةِ الخمرِ
أمسكتُ بالدمع حتّى لا أزِلّ كما
أمسكتُ بالبدر ملهوفًا على الخصرِ
ولاحقًا ، قالَ: “نحكي لاحقًا” أدَرى
ببالِغِ الشوقِ؟ لا ، بالشوقِ لا يدري
نص يقطر جمالا
طوع بنانها الحرف، تأمر فيطيع، هي يسرى البيطار، تحياتي لمرورك