عبدالرحمن محمد
ثمة وجه
في آخر الشارع
يقرأني كل مساء
وانا عائد بكل خيباتي
يتأمل الندوب في كفي
و يطيل النظر
الى كتفي التي
اكلتها صفائح الاسمنت
وهبطت عليها
اسراب الضجيج
ثمة صفحة
في آخر كتاب استعرته
خلسة من صديق
احاول ان أقرأها
وتستعصي علي
افكارها مجدولة
من خيال
وحروفها من مجاز
مجبولة بحروف النصب والعلة
مجرورة الى الهم
منصوبة على جرح نزق
مرفوعة على مشنقة الروح
صفحة منشقة عن الكتاب
ثائرة على الغلاف
متمردة على الكاتب
عصية على القارئ
ثمة صباح
لم يعاني ليله المخاض
ولا تعسرت ولادته
ولا جاء باشراقة .قيصرية
صباح لم يلد بعد
ولم اولد به
صباح لا سبقه
ليل
ولا تلاه نهار
معتق برائحة البن والبارود
صباح لا يحمل وزر ايام سلفت
ولا يرقص على نغم مسروق
ثمة صباح بلا ملح ولا ماء
صباح بعين نصف مغمضة
يجلس على بابي
القرفصاء
ثمة عمر
مازال يعد ايامه
ينتظر شهادة ميلاده
ينتظر صرخة
تعلن بداية …مأساة