إخلاص فرنسيس
أشدّ قوس الغواية، ثمّة شوق ينتظر الكتابة، وحروفي بدأت تنتفخ غروراً، تتبجّح بالأنا، لأنّها وحدها تستطيع الإحاطة بك. ما أشدّ غرورها في تأمّلات مسائية خلف الأفق حيث يكمن المجهول، ويستقرّ خلف الخيال والعقل، أمدّ يدي بين خطرات الواقع والخيال، لأمسّ شفتيك، لعلّ أناملي تطيل أمد هذه الابتسامة التي تتأجّج شوقاً، لتغنّي ذاتها في شفتي، تفضح نصف الدرجة من الحرارة نزق العشق وأسرار الآلهة القدماء، من أبدعوا كتّاب الأساطير في خلقهم ربما نقمة على واقعهم، أسير على طريقهم في معبر الخيال، أتبع سحر عينيك، ولا بدّ أن أصوغ خطوتي من قوس الغواية، يشدّني برهبة، تتبع وقع خلخالي وعري الساق والوشم الذي أفرزته، ليكون دليلك إلى أحلامك، تستودع الشمس ضجيج النهار تحت وطأة مساء باذخ، وحرارة شفتيك تستقطر اللذة، وتخطّ سنناً جديدة، تربط أوصال الزمن بارتعاشة تقيم حدّ الوله لتستبق على سحر اللحظة، تناديني لننأى عن مسرح الغوغاء وطعنات الإغواء، نجتاز دائرة الجنون، ونعلق في شبق الآن، وضجيج عناقيد الكرمة المدلّاة كالثريا فوق الأجساد حتى مشارف الوقت، ليمرّ زمن تحتسب فيه أعمارنا طبق ابتلائنا بالعشق، نقيم على ضفاف النهر طوع انسيابه، وأرواحنا والشعر الغافي في صفحات العيون حيث تصبح الكتابة فعل استلاب، والكلمات عزف ناي بعيد للنسيم الخارج من الشفاه. تاقت السحب للراحة، وتاقت الأجساد لتعلو. هل يمكننا أن نخرج من مآسي ذرى الحياة، لنقع في قبضة قطرات الندى، نمدّ يد الحبّ نحو الحياة، نغتفر هفواتها،تدركنا السعادة، نستشعرها في خفقان الجماد، نحلّق تطوقنا الريح، تهزّنا فنتساقط مطراً في قبضة غناء السواقي، ننفرد بالغناء، تتهدج أنفاس الغابة، نضاهي الأفق في إشراقة الروح بعد عناق، روّضت أطراف الأصابع سراديب الأجساد، فاستنارت حرّية، وتطهّرت بدفء طويل، وأمنية الحكاية، نعلن شهوة الفكرة حيث نبتكر أكسير الحلم، ننزلق في النبع الوسيم، نحتفي في المياه المضرّجة بزبد الموج، تنكشف أسرار البقاء، تتكسّر أغلال الانتظار عند اللمسة الأولى.