لكل منّا ظلّه الذي يلازمه حتى يموت، وكما أن للإنسان ظلا أيضًا للمشاكل ظلال، وللروح ظلال، وللقلب ظلال كما للحزن ظلال، والخوف ظلال، وللأيام ظلالها المخيفة.
هكذا عزفت الدكتورة سونيا مالكي في كتابها (ظلال) وهي عبارة عن مجموعة قصصية تتألف من ٤٠ قصة قصيرة،
منها القصة القصيرة والقصة المتوسطة والقصيرة جدًا جدًا.
قصص تتأرجح ما بين مشاعر إنسانية ذات وقع مؤلم منها عام ومنها خاص؛ بحيث يجد القارئ نفسه ينتقل إلى عوالم كثيرة مخيفة وحزينة في ذات الوقت، وتربط بين الخيال والواقع المعاش الذي يحاكي الإنسان من صميم صراعه الوجودي مع الأيام والأقدار.
فكرة الخير والشر، والحزن والسعادة، والمعقول واللامعقول، والجنون واللاجنون، والأبيض والأسود، الحلم واليقظة، الموت والحياة، الحب والكراهية، الحقيقة والسراب، المعنى واللامعنى، وجماليات التفاصيل في ذات البطل (بطل القصة وبشاعة القبح)؛ وذلك من خلال الشر الذي يكمن في ذات الإنسان، وأزمات العشق والفراق والغُربة والرحيل، ويبقى الموت هو القاسم المشترك في العديد من قصص المجموعة.
أستطيع أن أقول: إن الدكتورة سونيا مالكي عزفت بذكاء على وتر حساس في واقع أغلب الناس، ذلك الواقع المأزوم في ظل صراعات بشرية لا تكاد تنتهي حتى تبدأ!