أبدو لطيفةً
وهذا أمرٌ مُكلفٌ جدًا
استلزمَ تفكيك حياتي لمئةِ علامة تعجبٍ
ثمّ إضافة علامة استفهام
.
أبدو نحيلةً
وهذا أمرٌ طبيعيٌ جدًا
إذْ يرحلُ جزءٌ منّي كلَّ يومٍ
مرةً نسيتُ طريقَ بيتي فذابَت قدماي
وحَدَثَ أن خنتُ حبيبي بالرّحيلِ فخَسرتُ قلبي
شُلَّ عقلي يومَ ضاعَ وطني
والبارحة فقدتُ نفسي
فأضعتُ عيوني
.
أنا الآن لا أرى
أينَ أنا؟
من أنا؟
.
“سيصبحُ كلُّ شيءٍ أفضلَ”
يقولُ الآخرونَ لنتجاوزَ ما حدَثَ
وحدكَ تعلم كم وماذا تطلّبَ الأمرُ:
عَجْن روحِك بالألمِ، ثمّ طَهوها على نارِ الوقت
لتجدَ فعلًا أنَّ لا شيءَ – هنا-
أصبحَ أفضل !
.
محاطةً بالرّفاقِ، أجلسُ في المقهى
أطلبُ كوكتيلَ العدَم، وأتناولُ طبقَ الخَواء
ضَحكاتٌ مزعومةٌ، عيونٌ مُطفَأةٌ، أفواهٌ ملجومةٌ
جميعُهم ضمائرُ غائبٍ هو، هي، هم، هنَّ
أحتاجُ ضميرَ مخاطبةٍ أُحدّثه،
فيَسمعُني
.
هنا
يُحيطُ التّيهُ بكلِّ شيءٍ
يُغلّف العيونَ، يَلبسُ الجلودَ، يغتالُ الأُلفةَ،
ويحنّطُ الشّعور
.
أحتاجُ مزيدًا من العُزلةِ لأحيا
لا يقتل العُزلةَ سوى العُزلة
ولا يُبكي الموتَ سوى
الحياة