علا خضارو
تزهو التجاعيدُ إن شاختْ قوافلُهم
والأرض تُعشِبُ في ظلّ التجاعيدِ
والرّيحُ تُنبِئُهم أنّ الحياة لهُم
أنّ ارتحالَ الندى بوحُ التناهيدِ
والليلُ هيّأ للأمواج سُكرتَها
يربو بها الحلمُ من جمرٍ وتسهيد
كم جلجلَ البعدُ أحلاماً وأرّقها
ومرمرَ الشّهدَ في دمع العناقيد
كم واربَ الشمسَ حتى كاد يطفئُها
فأبرقَ الضوءُ خلخالَ المقاييد
وعافَ في البئر نجماً نامَ مُتّكئاً
على جراحٍ بنَبضٍ غيرِ مصفودِ
يُحدّثُ البحرَ علَّ البحر يُنجدُهُ
حتّى طغا بالهوى ماءُ التغاريد
هذي البلاد نُدوبي، وجهُ خارطتي
تُرابُ سُمرتها طَيفٌ لتشريدي
يدُ الرّحيل تبنّت نحتَ خاصرتي
في مَوطئ اللّحظ من بيدٍ إلى بيدِ
كالعابرين على أوجاعِهم فِرقاً
يخاتلون الصدى، صوتَ الأناشيد
بيادرُ الأملِ الموعودِ تُنبئُنا
بالخير يَنبُتُ في تلك الجلاميد
لكنّ جذوَتَنا في الطين غارقةٌ
يقودُنا للردى طوقُ التقاليد
يَقسو بنا الدّهرُ والأقدارُ تجلدُنا
في غربة التيه في تيه البواريد
ونعبُرُ الموتَ أحياءً بلا كفنٍ
وفي حقائبنا شوقُ المواعيد
لم يبقَ في العمر إلاّ الغيمُ منتظراً
عودي إلى الغيمِ يا أحلامَنا عودي