اخلاص فرنسيس
أبي
تشرينُ أقسى الشهورِ
أفكّرُ بذاكرةِ المفتاحِ
النائمِ في يدي
هل يذكرُني ثقبُ البابِ
وهل يشتاقُ إلى لمسةِ أبي
عندَ هبوطِ الليلِ الأسمرِ
سوفَ أنسابُ مع جمهورِ الحالمينَ
أطوي الصفحاتِ
أبعدُ نفنافَ الغيابِ
عن ترابِ الحديقةِ
وأحفرُ بأظافري
حولَ زهورِ الليلكِ
أقضّ مضجعَ الصقيعِ
أصغي إلى غمغمةِ النجومِ
تحمي سماءَ الغيابِ
ويبابَ الأبوابِ
هنا قميصُه الأخضرُ
جيبٌ مليءٌ بالبلوطِّ اليابسِ
وهناكَ حذاؤُه المغمّسُ بالترابِ
وخلفَ البابِ عصاهُ
وعلبةُ التبغِ المهملةُ فوقَ الخزانةِ
حزمةُ أوراقِ الزوفا اليابسةِ
على الطاولةِ
وفنجانُ قهوةٍ ينتظرُ قراءةً
تنشطُ الريحُ، تشهقُ الغرفُ
تنداحُ الوجوهُ
وغصّةٌ مؤطرةٌ بالدمعِ
مطعّمةٌ بالمرارةِ
بالفقدِ
بالجرحِ
بالحنينِ
بقايا خطى مجهدةٍ على أرضيةٍ باردةٍ
زمنٌ يذوي في صورٍ باهتةٍ
تكبو، ضاعَ الصوتُ
تكلّمَ
أغمضّ عينيّ، أنتظرُ فتحَ البابِ
مثلَ سمكةٍ تسبحُ في حزنِ الضوءِ
يعصفُ في صدري الحبقُ
ضيقةٌ اللحظةُ
هوى المساءِ
تنامُ أغنيتي في حريرِ منديلِه
تكوّمتُ في قبضةِ الوسائدِ
أجسّ بيدي رطوبةَ الجدارِ
وأصغي لأنينِه الشجيّ
وقرقعةِ المطرِ