رواية “أنا مي زيادة” للكاتب علي حسن تعد من الأعمال الأدبية التي امتازت بالعمق الروحي والتفاصيل الدقيقة التي جعلت القارئ ينغمس في عالم الشخصيات والأحداث.فيها وهي رواية تستحق القراءة والتحليل من منظور أدبي نقدي، اذ عبرت عن رؤية فريدة للمجتمع والإنسان والظروف التي يمر بها.
ويعد الكاتب علي حسن واحدًا من أبرز الروائين في حركة الأدب التجديدي في العالم العربي، حيث استطاع من خلال روايته “أنا مي زيادة” أن يضع بصمة فريدة في المشهد الأدبي، وأن يساهم في إثراء الساحة الأدبية بأفكاره ومنهجه الفني الجديد. فهو كاتب يتمتع برؤية فنية عميقة وقدرة على تقديم الرواية بأسلوب متميز ومبتكر جاعلا القارئ يعيش ويتفاعل مع كل حرف وكلمة في نصه الروائي.
لقد امتازت الرواية بتقنيات سردية متقنة، و استخدام دقيق و جذاب للغة لإيصال رسالة الكاتب وتصوير شخصياته بشكل واقعي . ولعل تنوع الأحداث والمواقف في الرواية، اسهم في إثراء تجربة القراءة وزيادة التعمق في أحداث الرواية.
وعند دراسة المعمار الفني للرواية نجده قائما على الشخصية الرئيسية وهي مي زيادة، التي اصبحت رمزًا للمرأة اللبنانية الحديثة التي تتعامل مع تحديات الحياة وتسعى لتحقيق طموحاتها رغم التحديات والظروف الصعبة التي تحيط بها. وقد صورها الكاتب بصورتين متناقضتين، تارة المرأة القوية الصلبة الإرادة وتارة آخرى كانت الهشة والضعيفة، مما جعل القارئ يتعاطف معها ويتابع رحلتها بشغف.
ولعل من اهم الجوانب الأدبية التي برزت في الرواية هي استخدام الكاتب للرموز وذلك لتعزيز المغزى العميق للرواية .لاسيما وقد تناولت قضايا متعددة منها: الهوية، والحب، والصراع الاجتماعي، والسياسي، والثقافي، مما جعلها عملا أدبيا يستحق القراءة والتحليل العميق.
كل ذلك بمهارات كاتبها الاستاذ علي حسن الأديب الاستثنائي الذي جسد فيها رؤية الإنسان المتعمقة وتجاربه في مواجهة التحديات والصراعات الداخلية والخارجية.
و تمثيل الصراعات الاجتماعية من خلال الأحداث التي أخذت تنكشف شيئا فشيئا وفق تطور الشخصيات ، ولعل استخدام الكاتب للصراعات الخارجية والداخلية كان وسيلة لإظهار تطور شخصية مي الرئيسية عبر مجموعة متنوعة من التجارب.
علاوة على ذلك، نلحظ ان الكاتب قد استخدم الوصف بشكل فعّال لإنشاء جو ملموس وواقعي للمشاهد والأماكن والاحداث، مما عزز تفاعل القارئ مع الرواية وعمق فهمه للعالم الذي تعيش فيه شخصيات الرواية.
واخيرا فان الرواية “أنا مي زيادة” كانت عملا أدبيا غنيا بالتفاصيل والمعاني العميقة، إذ القت الضوء على جوانب مختلفة من الحياة الإنسانية والمجتمعية، مما جعلها ليست مجرد رواية وإنما تجربة أدبية ممتعة ومثيرة للتأمل والتحليل.