سَلوني الدَّمعَ ما أضحاهُ كَالمُهَلِ
وَصَبَّ الجَمرِ دَفّاقاً مِنَ المُقَلِ
سَلوني النَّزفَ مايُثري مَنابِعُهُ
مِدادُ الفيضِ في جودٍ بلا كَلَلِ
سَلوني الغَمَّ حَمّالاً لِأشرِعَتي
وَصارِي العودِ مَسدولاً على خَلَلِ
رَكِبتُ البَحرَ إبحاراً لِهاويةٍ
وعِشتُ الوَهمَ مَكذوباً على أَمَلِ
شَقيتُ العَيشَ في غَدرٍ أَلِمتُ بهِ
وَرِمْتُ الطُهرَ من إثمٍ وَمِن وَحَلِ
سَلوني الصَّبرَ هل تُشفي مَناسِكُهُ
جِراحَ الرُّمحِ في نَصلٍ على القَذَلِ
وَعَذلُ الحُزنِ هل تُجدي مَلامَتُهُ
وَصدعُ الرّوحِ في أزَلٍ على صَلَلِ
وَهذا القَلبُ ماتُبكيهِ زاهِدَةً
لِفَيضِ الشّوقِ مختوماً الى الأَزَلِ
بُكاءُ الرّوحِ ماجَفَّت مَناهِلُهُ
لِهَمِّ الصَّدرِ مَوصوفاً كما الجَبَلِ
أَسيرُ الشِّعرِ في أَنغامِ قافيةٍ
بِحرفِ الحُزنِ من صُغَري الى كَهَلي
وَشُحُّ العَزمِ في صَبرٍ بهِ جَلَدٌ
كَشُحِّ الوِردِ في البيداءِ للجَمَلِ
انا المذبوحُ ما جَفَّت بهِ خُضْلٌ
بنَزفِ الدَّمعِ في جُرحٍ على شَلَلِ
نظيرُ الموتِ في إفنائِهِ مُهَجاً
بِصَمتٍ القهرِ في دَوّامةِ الأَجَلِ
عَلِمتُ الوَجدَ إن جَنَّت مَعاوِلُهُ
– غداةَ الغَمِّ – لايَركُنَّ للكَسَلِ
شَرِبتُ المُرَّ في عَهدٍ خُذِلتُ بهِ
فَعِشتُ البُؤس مغلوباً على حيلي
وَسُمُّ الغَدرِ لا ترياقَ يُسعِفُهُ
لَديغُ الغَدرِ مقطوعٌ بلا سُبلِ
ما أنقصَ العُمرَ الا عِلمُ مَنقَصَةٍ
وَبَعضُ السَّعدِ مَحمولاً على الجَّهلِ
سلوني الصَّبرَ ماجدواهُ إِن غَرُبت
رِياحُ الشَّرقِ بعدَ المحقِ في نُزُلي
وَصَقرُ البيدِ – واأَسفي بِضيقَتِهِ-
وَديعُ الأَسرِ مقنوصاً كما الحَجَلِ\
2024.1.11