القس جوزيف إيليا
كيف أجيب؟
—
إلى الآنَ
لمْ أكتشفْ لونَ وجهي
وومضةَ نجمي
وإيقاعَ صوتي
وسرَّ بكاءِ الحَمامِ بحقلي
ولا
كيف أكتبُ شِعريْ بحِبرِ شعوري
وأنساهُ حين أهيّئُ نفْسيْ لعرسٍ بهِ أحتسي قهوةَ الواقعيِّ
وأُصلَبُ بالكلماتِ السّخيفهْ
وتسألُني
– كيف تحيا الحياةَ ببهجتِها
والقبورُ أمامَكَ تفتحُ أبوابَها
وتُريكَ عظامَ الّذينَ أُميتوا بداءِ الرّحيلِ
وليلًا كئيبًا
وديدانَ نهشٍ مخيفهْ؟
وتسألُني عن قديمي
متى جئتَ
مِنْ أيِّ ثديٍ رضعتَ حليبَ الضّبابِ
وفي أيِّ صحراءَ كنتَ تجولُ
تفتِّشُ عن نبتةٍ لا تجفُّ
وترعى قطيعَ ذئابٍ
وتنتظرُ الّلهَ يأتيكَ منفجِرًا
عابسَ الوجهِ
منبعِثًا مِنْ بَلاطِ الخليفهْ؟
وتسألُني عن جديدي
– إلى أين تمضي قوافلُ فكْرِكَ
والدّربُ صعبٌ طويلٌ
مغطّى بشوكِ الغموضِ
وجمرِ الضّلالِ
وهل ستذوقُ شرابَ المعاني
وتنسى انهزامَكَ في حربِ بحثِكَ عن وطنٍ آخرٍ
لا تُدنَّسُ فيهِ المياهُ النّظيفهْ؟
وتسألُني
هل ستطرقُ أبوابَ ما كنتَ تجهلُهُ
وتعوِّضُ ما ضاعَ منكَ مِنَ الانتشاءِ
وتركبُ خيلَ الرّؤى
والحكايا الّلطيفهْ؟
إلى الآنَ
لمْ أستطعْ فهمَ ذاتي
ولا لغتي كنتُ أفهمُها
فكسرتُ زجاجَ الّلسانِ
ورحتُ إلى الصّمتِ
فيهِ أعلّي قصورًا مُنيفهْ
فكيفَ أُجيبُ
ولا شفةٌ ليْ
أكلِّمُ فيها سوايَ ونفْسيْ
وعينُ خيالي
بسهمِ الغبارِ أُصيبتْ
فأمست كفيفهْ؟
القس جوزيف إيليا
٢١ / ٧ / ٢٠٢٢