الشاعرة سهاد شمس الدين
لقد مرّ الغريب أمامي هذا اليوم مرور الكرام
لم يقرأ لي كعادته عناوين الصباح
ولم يقُلْ لي ما اسم ذاك الوطن
الذي البارحة رسمناه
لكنّه قدّمَ لي ألف اعتذار
بأنّ الوقت لصّ جبان
لن يسمح له أن يّشذّب عن بابي بعض الحشائش البريّة
وبعض الضحكات الساخرة لأوراق السنديان
ولن يستطيع أن يقلّب التراب في حديقتي حبّةً حبّة
فالماء قليلٌ والزنابق نامت على كتف النسيان
لقد مرّ الغريب أمامي اليوم مرور الكرام
لكن وجهه لا يُشبه الزمان ولا المكان
ولا يُشبه شتلة التبغ ولا سُعف النخل
ولا زهر الرمّان
كان كأنّه أتى من عالم البحار السبع
والسماوات السبع
فهُناك تلهو الأوطان مع ملوك الجان
وتشرئب الأعناق حين يصحو الأمل
من سكرات الهذيان
فها هو الغريب يأتي ويسافر
كلٌ يومٍ… ولا ينسى أن يُدوّن اسمه
أمامي على دفتر الأيّام
لكنّه مرّ اليوم على بابي مرور الكِرام
ولم يقرأ عناوين الصباح
نسيَ وجهه بين يديّ
نسيَ أصابعه على جسدي
ورسمَ من مقلتيَّ سرباً من الحمام
يحلّق بعيداً إلى أجمل الأوطان
(س.ش)