د. محمد علي شمس الدين
15.6.2022
الشاردون بباب الشك ها وقفوا
قصوا سريعا شريط الصمت وانصرفوا
… .
” كل النبيين شكوا في ضلالتها
وحينما كشفت عن ساقها اختلفوا”
المطلع وبيت من قصيدة “سعاة النار” /. ديوان “ولا الضالين” / حنان فرفور (موزاييك.. اسطنبول 2022)
القصيدة على البسيط وللوزن الكامل الخليلي كلام في هذا المجال والمهم هنا بعد دخول الوزن في لب عظم الشعر ان الشعر انثوي وجارح لناحية صلة الغواية بالمنحى الفقهي واللمح الثيولوجي… بالطبع البيت ساخر وهذا من علامات قوته… في بحثه المبكر أشار المستشرق الاسباني د. بدرو مونتابيث في كلامه على قصيدة ” البحث عن غرناطة” في كتابه ” محمدعلي شمس الدين / البحث عن غرناطة” LA buskueda de granada. منشورات almenara1976/77. الى ما سماه ” الايروتيك الديني” مثل ” تسقط مثل برج الماء قبة نهدك النبوي” وان في ذلك مغامرة شعرية … في قصيدة حنان فرفور ( سعاة النار) مغامرة شعرية تتسم باقتحام حلقة تتصل بوقت واحد بالجسدالانثوي بالدين والفقه…. والقصيدة محكمة الحلقات وهي من ابرز قصائد الديوان. وقد قراته سابقا ولاحقا وفضلت على عنوانه” ولا الضالين ” عنوانا اخر مستمدا من احدى قصائده ” ما أفتى به التفاح” فهو أكثر فنية ومراوغة ابداعية للمعنى المتضمن في “الضالين”
في الديوان 14قصيدة متميزة من اصل 31.قصيدة… وهي كافية لتشكيل ديوان صغير جميل ومركز إذ سنجد فيه قصائد وابياتا جوهرية وذات وزن كامل أو مجزوء… مثل قصائد شرفة لمدائن الملح وايل للعبور والتفاح وفطام وصباح طارئ ورجل الاراجيح وضفة التأويل…… الخ. ما تعداده14 كما ثمة تضمين فكري وتأملي وتاريخي (ابن رشد المعري.. ابو فراس الحمداني الأندلس. زرياب.) ومثل قولها
“ألا تبقين؟
لا يبقىى سوى الطين”
و”. وان يمر على جفنيك ليلهما
لاشعل الشيب في راس المصابيح” فالصورة مبهرة
و” فأس يطاعن خضرتي / يحيا الهوى في طعنة / ويموت ذاك الميت” و استطيع ان اختار اكثر من صفحة وصفحتين وثلاث من هذا النخب الشعري الذي يشير الى تطور اكيد في صوت حنان فرفور من ناحية والى تحريك الوزن الشعري الخليلي ( الكلاسيكي) وضخه بدم شعري جديد يجعله قادرا على مجاراة الحداثة والاحتفاظ بجوهره من الأصالة…. وهنا مسالة في النقد والشكل.. فالاوزان والايقاعات معطى تاريخي يتصل بالموسيقى وحين تستعمل في اللحن او الشعر تنفصل عن شكلها العددي والهندسي والصوتي لتصبح من لب الموسيقى ومن جوهر الشعر وهي تتصل هنا بالميتافيزيك طبعا هي ليست مقدسة… ولقصيدة النثر مشروعيتها في توليد قصيدة من النثر لكن الانتظام الوزني اساسا هو المخول هذا التوليد فثمة توسيع للمساحة الايقاعيةوليس تضييق او إلغاء وبعض قصائد “ولا الضالين” دليل على ما نقول… سيتبعه ادلة من قصائد ودواوين اخرى ياتي دورها في النظر النقدي في حينه