د. حسن مدن لصحيفة الخليج
كان تتويج ملك بريطانيا الجديد، تشارلز الثالث، حدثاً كبيراً بكل المقاييس، إعلامياً وسياسياً، نحوه توجهت أنظار لا البريطانيين وحدهم، ولا جيرانهم في أوروبا فقط، وإنما في العالم كله، فالأمر يتصل بخلَف الملوك الذين كانوا، يوماً ما، عناوين «إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس». الشمس انحسرت عن مناطق شاسعة كانت تتباهى هذه الإمبراطورية بأنها تحت سيطرتها، لكن طقوس تتويج الملك ظلت كما هي، موروثة من الماضي
هذه الطقوس بالذات، محط فضول الملايين الذين حرصوا على متابعتها يوم تتويج الملك، وبالنسبة إلى المؤسسة الملكية البريطانية فإن الحدث فرصة للتأكيد على ديمومتها
لا نعلم إذا كان جائزاً القطع بأن الملكة كاميلا، زوجة الملك، كانت محطّ أضواء أكبر من الملك نفسه، بسبب السيرة المثيرة لهذه المرأة، لكونها أخذت موقع امرأة أخرى أكثر جمالاً وجاذبية وشباباً منها، هي الأميرة ديانا، زوجة الملك الأولى التي كانت الشغل الشاغل لوسائل الإعلام، سواء في زواجها من تشارلز، الأمير يومها، أو في ما تلا ذلك من خلافات بينهما انتهت بالطلاق، وبعد حين، بموت دراماتيكي لديانا في حادث مروري بباريس، تسببت به، أساساً، ملاحقة كاميرات الإعلاميين لها
ولو ألقينا نظرة سريعة على وسائل التواصل الاجتماعي لهالتنا كمية التعليقات التي نشرت، وتندرج في خانة المقارنة بين المرأتين، وفي الأغلب من موقع التعاطف مع ديانا
هناك أمر كان حظّه من اهتمام وسائل الإعلام ثانوياً، مقارنة بسواه من التفاصيل، هو ماسة تزيّن الصولجان الملكي الذي حمله الملك عند تتويجه، حيث تعالت في جنوب إفريقيا البلد التي كانت تحت حكم الإنجليز مطالبة بإعادة هذه الماسة والتي تعرف باسم «نجمة إفريقيا» إليها، لكونها جلبت في الأصل من هناك، وتزن نحو 530 قيراطاً، حيث عثر عليها في جنوب إفريقيا عام 1905 في كولينان، خارج العاصمة الجنوب إفريقية، بريتوريا، فتمّ تقديمها للحكومة البريطانية آنذاك، والتي أرسلتها بدورها إلى المجوهرات الملكية، حيث قام رئيس الوزراء في جنوب إفريقيا، يومذاك، لويس بوثا، بإهدائها إلى الملك إدوارد السابع
وأعرب العديد من مواطني جنوب إفريقيا عن اعتراضهم خلال عريضة عبر الإنترنت، جمعت نحو 8000 توقيع لإعادة الماسة، وبدوره، طالب حزب «المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية» المعارض في جنوب إفريقيا، باستعادة «نجمة إفريقيا»، مشيراً إلى أن بوثا سلّم تلك الماسة إلى «المحتلين البريطانيين الشرسين سنة 1907»، واصفاً إياه بأنه «كان أحد مجرمي الأبارتايد المعروفين الذي لم تكن لديه أي شرعية لتقديم تلك النجمة للندن»
غرفة 19
- إنسـان فيتـروفيـوس- للفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي، 1487
- الحياة والمحبة والتعلم: ثلاثية متكاملة
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم