مجلة غرفة 19 العدد 4

كلمة العدد بقلم رئيسة التحرير الأديبة إخلاص فرنسيس

أي الألوان نختار لنشكل حياتنا، وأي لون نختار لحبرنا، وهذا الحبر وهذا الاختيار، هل نجابه به أنفسنا أم نجابه به ما أملاه علينا الآخر، على هذه الكرة الأرضية منذ نعومة أظفارنا لم يمرّ يوم دون أن نرى اللون الأحمر يتدحرج من مقل الأمهات وهن يرقبن جروح أطفالهن، أحمر آخر تنزفه الأنثى بصمت دون أن يشعر بها أحد ودون أن يدرك وجعها أحد، تمتص الألم مثل اسفنجة، بهدوء رماد تحته بركان، يتكون لحظة الانفجار، هو هذا الجسد المحمول عبر السنين، المسكون برغبة الطيران والتحليق نحو لولادة أخرى، من يخمد ثورته، جسد يتوق للحرية، يحتمل لسعات البرد على أن يقيّده ثوب الشتاء الطويل، هل نخشى الكتابة كمن يخشى عيون الحبيب عند ساعة الفراق، أم نخشى الكتابة لأنها الشاهد الحيّ على اقتناص اللحظة، هذه اللحظة التي تساوي دهراً، نكتب لأننا نملك دواخلنا، نكتب لأننا أبناء النور، نكتب لنا ولأجيال نجنبهم وقفة الجهل والظلام، نكتب لندرك النفس البشرية التي تكون الحياة، ومن خلالها ندرك الوجود الأكبر.