
لا جَرَم أنّ العام ٢٠٢٥ ليس كقبله من الأعوام، فجيل “Beta” الذي أُطلق على مواليد هذا العام حتى عام ٢٠٣٩ لم يكن صدفة، إذ إنّنا في ظلّ تسارع نموّ برامج الذّكاء الاصطناعيّ وشركاته التي باتت تتصارع فيما بينها كشركة Meta” ” بشخص مؤسّسها “Marck Zuckerberg” وشركة “Open AI” المالكة لتطبيق “Chatgpt” بشخص مؤسّسها “Sam Altman”، بتنا نعيش حربًا يحكمها الذّكاء الاصطناعيّ الأقوى.
وبما أنّ الذكاء الاصطناعيّ وعلى رأسه تطبيق ال”Chatgpt” صار يشكّل الفانوس السّحريّ للكثيرين ممّن يلاقون صعوبةً في تدوين أفكارهم وكتابتها، صار من الضّروريّ جدًّا دقّ ناقوس الخطر بوجه إنتاجات هذا التّطبيق.
لم يتوقّف استخدام أدوات الذّكاء الاصطناعيّ على المقالات البحثيّة وتحديد الأفكار ومساعدة المتعلّمين، بل إنّها تجاوزت ذلك بأشواط بعيدة، إذ إنّها قادرة على تأليف قصّة قصيرة عبر محاكاة أساليب بشريّة، وهنا مكمن الخطورة.
هذا من زاوية، ومن زاويةٍ أُخرى، فإنّ التّحالف بين الآلة والإنسان في مجالات الإبداع هو شرٌّ لا بُدّ منه، إذ لا يمكن إقناع جيل “Alpha” و جيل “Beta” بعدم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ لأمور تتعلّق بالإبداع القصصيّ، وهم الذين نشأوا مع هذه الأدوات وترعرعوا معها يومًا بيوم، ولكنّ ضرورة التّمييز بين الإبداع الآليّ، الذي قد يُنتج سردًا من دون تجربة شعوريّة فيها صرخة إنسان، وبين الإبداع البشريّ الذي لا يُمكن أن يعبّر إلّا عن حالة وجوديّة مُعاشة، بات أمرًا بالغ الأهميّة من أجل عدم خلط الحابل بالنّابل والبكاء على اطلال الإبداعات البشريّة بحلول العام ٢٠٣٠ ربّما ليس أكثر. وعليه فإنّ تجربة الطالب الجامعي في جامعة برينستون “إدوارد تيان”، عبر إنشاء برنامجٍ يسمّى “GPTZero”، والذي يحدّد مقدار النص الذي أنشأه الذكاء الاصطناعي، ما يفسح المجال لمستخدمه اكتشاف ما إذا كانت المقالة مكتوبة بشريًا أم آليًّا هي تجربة يُعوّل عليها، ونتطلّع ككتّاب ومؤلّفين ومبدعين وأكاديميّين إلى أن نرى تطبيقات بحجمها وأكثر دقّة منها وفي متناول الجميع من أجل فحص أصالة النّصوص المكتوبة، لا سيّما القصص والأعمال الإبداعيّة فتُصبح العلاقة الثنائيّة بين الإنسان المبدع والآلة علاقة إفادة وتطوير وليست علاقة تهميش وإلغاء لكلّ ما يمتّ للإبداع الإنسانيّ بصِلة.