نشأت في عائلة تجمع بين العلم والفلاحة والقوة، ولقد ساهم جدي وجدتي في بناء صرح شخصيتي.
أتذكر أنه في إحدى ليالي طفولتي، استيقضت باكية من صوت بندقية جدي، احتضنتني جدتي إلى قلبها وهي تقرأ المعوذتين , وتقول: لا تخافي، ذئب هاجم قطعان حيواناتنا وجدك ق..تله.
حزنت لموت الذئب ولموت خروفين.
في الصباح الباكر حمل جدي بندقيته واستعد للخروج. سألته: هل ستقتل ذئبا آخر؟
قام جدي باحتضاني بقوة وشمني، ثم قال: لا، البارحة قتلت ذئبة أم، واكتشفت انها ترضع، سأخرج بحثا عن الجراء.
غادر جدي فجرا وعاد وقت الغروب يحمل في العمارة( حقيبة صوفية) جروا صغيرا… قلت له: هذا مثل ابن سحاب( كلبنا)… قالت جدتي: هذا ذئب.
أمسكته في حجري؛ كان لطيفا جداا ويصدر صوتا يشبه البكاء… قلت لجدتي: إنه يريد الحليب… بسرعة قامت أمي بتدفئة حليب البقرة ووضعته في الرضاعة، وأرادت إرضاعه، لكنني طلبت أن أقوم بذلك.. وفعلت… نام بعدها بعمق فوضعته فوق جلد صوفي أمام الشميني( مدفأة حجرية بالحطب)… ونمت تلك الليلة جانبه.
في الصباح التالي: استيقضت على شيء يلعق وجهي… كان الجرو من فعل ذلك… بعد فطوره وفطوري… قلت لجدي وجدتي سأسميه( سيمبا)…
بقي سيمبا معنا ينمو يوما بعد يوم ،كان مميزا، أدركت أنه مختلف.
كان يرافق جدي في رعي الأغنام والأبقار،وكان حارسا جيدا جدا.
بدأ جدي يضع قيدا لسيمبا نهارا ويطلقه ليلا لينطلق في البرية للصيد والتزاوج.
فجرا يعود سيمبا معلنا ذلك بعوااء عال، فتقول جدتي: صباحك خير أيتها الذئبة، يدخل سيمبا فيحيي الجميع مبتدئا بجدي، كان يحترم جدي، ويفهم كل ما يقوله.كنت أنام في حضن سيمبا أثناء الرعي.
صار سيمبا مسنا وتوفي، يوم وفاته حضر ابناؤه الى بيتنا كانوا يعوون بصوت مؤلم، لأول مرة أرى قطيعا من الذئاب؛ هم أبناء وأحفاد سيمبا، يومها بكيت بكاء شديدا لأنني فقدت فردا من عائلتي، أردت أن أعوي…..
لم يتجرأ أي من أبناء وأحفاد سيمبا على الفتك بقطعان حيواناتنا كأن سيمبا أوصاهم بذلك.
هذه قصة ليلى والذئب قصة واقعية وليست خيالا. وبقي الذئبة اسمي المفضل