إخلاص فرنسيس
لو أستطيع يا بيروت أن أُعيد ترتيب أطفالك في الشوارع والحدائق لفرشتها من شغاف قلبي، ليزرعوها أجنّةً وأعنّةً وصهيلًا
آهِ.. يا بيروت، لو أستطيع أن ألتقط قوس قزح لبنيت منه منازلك، ورسمت بالغيم نوافذها، يسكنها العاشقات اللواتي ينتظرن سفن الرّيح تحمل طيف من رحلوا
لو أستطيع لأعدت بناءك من يوميات بطولات رجال الإطفاء، وزيّنت أزقتك بملح البحر وشقائق النعمان، وجعلت السماء حارسها، والقمر والنجوم جنودها، ورتّبت سقفها من أحلام الشباب، وزيّنته بفستان “سمر” ربيعيّاً مزركشاً بالبنفسج والنرجس والياسمين ورائحة الغائبين
لو باستطاعتي إعادة رتق جرحك لنثرت ندى الفجر شفاء، وأخذت خيوط الشمس الذهبية لأنسج قبة معبد للحبّ فيها، وفي وسط الساحات نصبت عيني نافورة تجري ليل نهار، وبسطت يدي للعنادل تنقد الأغاني من كفّي، وزندي للبلابل تستكمل كتابة الأناشيد، ووريدي دواة وأحبار، لاستعرت من الفراشات قناديلها تزين شوارعك، والمرجان والياقوت وحبار البحر ثريّات تتدلّى من شرفاتك، وفي كلّ مساء أعدّ مائدة عشق، وأدعو البحر للعشاء، أرتمي في حضنه، أودّع الألم، وأشرب نخب الحياة