بين الهُنا والهناك، تشرذمت أضلعي
وتشتت آهات العمر في مجامر أدمعي
فاضت غابات المطر، غرّقت بريق العينين
خنّقت جفاف الحنجرة، تآكلت الشفتين
غادرتَ دنياي، وسكنتني
أبي!
يا دمع الشوق الظاهر والخفي
يا عمرَ الماضي يَحيك جرحيَ النازفِ
أين تمضي.. وما منكَ بَعْدُ ارتَويتْ!؟
في صحوي، في نومي،
من كلّ مكانٍ أراك أتيتْ
أتدري ما الأسى؟!
أُناديكَ، يرْتَدُّ الصدى..
بخنجر الشوق يفتك قلبيَ الصدئ
أنا
منْ أنا؟
لم أعد أنا
فوق لهيب الموت ذابت ابتساماتي
جرفتْ أمواجُ الغربة انهياراتي
غادرتني..
ودون وداعٍ طويت صفحة العمر
أرجّ العمر فيك،
فينهار العمرُ في صقيع القبل
ماذا لو عُدتَ يا أبي…!؟
ماذا لو عدت تزرع ورد ابتساماتي
يا بطل قصصي الطفولية
يا حاميَ أحلامي الوردية
ماذا لو عدتَ تحمل في كفيك أمنياتي..
وتدغدغ أزاهير حقولي
وشيب الرأس ضياء عمري
وصدرك معبر آمالي
فداك عمري
ماذا لو عدت يا أبي؟!
أحنو أنا فوق أطياف الصوَر،
أعانق في خيالي رحيق عطرك العنبر
أرتدي من عمرك الماضي عمري غدِ
أبي، ولم تزل تحيا بي
غبتَ ولم تذهبِ
فسلامُ الله على قبرٍ ضمّ بقايا موطني.