24-05-2022 | 19:45 المصدر: النهار العربي
تسود في المجتمع سجالات ممتدّة، تشدّد على الأثر السلبيّ لألعاب الفيديو إزاء القدرات الذهنيّة للطفل ومعدّلات الذكاء لديه، بالرغم من أن دراسات كثيرة تؤكّد العكس وآخرها دراسة جديدة أظهرت أن أثرها قد يكون إيجابياً
بحسب ما نشر في
Webmd
فكيف تؤثر ألعاب الفيديو في معدّلات الذكاء لدى الطفل؟
في الواقع، يُمكن أن تساهم ألعاب الفيديو في تعزيز القدرات الذهنيّة للطفل، وفي تحفيز الدّماغ، عبر اللعب لساعات بها
فقد تبيّن في دراسة مؤخّراً أنّه سُجّل ارتفاع في مستويات الذكاء لدى الأطفال الأميركيين الذين هم في الـ9 من العمر، أو في الـ10، من الذين أمضوا وقتاً أطول في اللعب بألعاب الفيديو، خصوصاً لدى تكرار الفحص لهم بعد ساعتين من الراحة. وقد كانت الزيادة بمعدّل نقطتين ونصف النقطة أعلى من المعدّل الطبيعي.
كذلك تبيّن أنّ الأطفال الذين يلعبون بألعاب الفيديو اكتسبوا المزيد من الذكاء بعد عامين من استخدام تلك الألعاب، ممّا يؤكّد الآثار الإيجابية لألعاب الفيديو على القدرات الإدراكيّة
أما باقي الأجهزة الإلكترونيّة والشاشات أو وسائل التواصل الاجتماعي فكان لها أثر إيجابي أو سلبي على مستويات الذكاء لدى الطفل، وفق ما تبيّن للباحثين. لكن هذه الدراسة لم تتناول أثر الشاشات وألعاب الفيديو على النشاط الجسديّ والسلوك والنوم والأداء المدرسيّ، ولم يخرج الباحثون بالتالي باستنتاجات في هذا الإطار
في المقابل، خلصت الدراسة إلى أن تمضية الوقت أمام الشاشات لا يؤثر سلباً في المهارات الإدركيّة للطفل، وفق ما يُشاع، وأن بعض ألعاب الفيديو تعزّز في الواقع الذّكاء لدى الطفل، علماً أن هذه الدراسة الأخيرة تابعت 9000 صبيّ وفتاة، وطرحت الأسئلة عليهم حول معدّل الوقت الذي يمضونه أمام شاشات التلفزيون باللعب بألعاب الفيديو وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعي
وبشكل عام، كان هؤلاء الأطفال يمضون ساعتين ونصف السّاعة في مشاهدة التلفزيون، ونصف ساعة في تتبّع وسائل التواصل الاجتماعي، وساعة في اللعب بألعاب الفيديو. وبعد عامين على المتابعة الأولى، خضع الأطفال مجدّداً للفحوص نفسها للمرة الثانية للتأكّد من التغيير الحاصل على مستوى الذكاء، فأظهرت النتائج أنّ الأطفال الذين لعبوا بألعاب الفيديو بمعدّل ساعة في اليوم تمتّعوا بمستويات ذكاء أعلى مقارنةً بالأطفال الذين أمضوا وقتاً أقلّ في ذلك، علماً أن هذه الزيادة بقيت موجودة حتى بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل أخرى مرتبطة بنمط العيش وثقافة الأهل
وبحسب ما أظهرت هذه الدراسة، فإنّ ألعاب الفيديو تجعل الأطفال أكثر ذكاءً بتحفيزهم على التفكير بوساطة المحيط المريح، حيث تكثر فيه الوظائف والمهام والتجارب التي قد لا يصادفونها في حياتهم اليومية. فاللعب بألعاب الفيديو يتطلّب في أغلب الأحيان وضع استراتيجيّات معيّنة والتخطيط واتخاذ قرارات. وبقدر ما يلعب الطفل بألعاب الفيديو هذه، يُعزّز أكثر قدراته من خلال تأدية المهام المطلوبة في اللعبة التي تتطلّب التركيز والانتباه
في المقابل، تُعتبر مشاهدة التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعيّ أشكالاً غير فاعلة، ولا تتطلّب الكثير من الجهد الفكريّ. وقد يُشاهد البعض التلفزيون من دون التركيز على المحتوى حتى. فعلى سبيل المثال: يُمكن أن نغفل عن مقاطع معيّنة عند مشاهد التلفزيون من دون أن نفقد شيئاً، فيما لا يعتبر ذلك ممكناً في ألعاب الفيديو، وفق ما يؤكّد الباحثون.