الغيوم العابرة
تهربُ من وجوهها المتعددة
إلى الفراغ
تتعبها الوجوه الباردة
الممتدة على طرقات
الصحراء
لا عشب يدفئها
لا مياه تسقيها
فقط مناجل تحصدها
توزعها كزهور في
قوافل الراحلين
إلى حيث الصهيل
الأبدي.
وحدها النجومَ ستحتضن
المرايا المنكسرة
لحظة شرود الزمان
والمكان
كان الأنين يُسمع صوته
يفتح جرح الكون
الإنساني
لا يعبأ بأي أنين
لا يرى أطنان من الآهات.
كان يقهقه
يقرأ مزامير داؤود
ويقطع بالحدأةْ جذر
العالم السوري
ويشرب نخب جنون
الراحلين.