وهي ترحل،
أنشِدْ لِكتفيَها “أغنيات بيليتيس”،
دعها تتلُ الرّيح:
“آه يا حبيبي
لا أزالُ جميلةً في الّليل،
وخريفي
أكثر دفئًا من ربيع النّساء”.
وهي ترحل
لا تُعرِّ كتِفيَها من الّلحظة المستترة
وحدَها تعبّئُ الوراءَ في حقيبتِها
وحدَها تُتقنُ استحضارَ المحيط
وحدَه أحمر شفتَيها
يُرمّمُ وجهَ البحر.
يا حبيبَها المفجوع بخَفر قدمَيها
وهما تعبران لازمةَ الجسر
تغنّيان “أناشيدَ مالدورور”.
دعها تغتسلْ وترحلْ
إلى النّهر العظيم.
أرهِفِ السّمعَ إلى حواسِّها
وهي ترحل،
تسقطُ منها مدينةٌ
وهي ترحل
وتنبت حقول في راحتَيها.
لا تمدّ عنقَك إلى فوّهة النّار
إلى فَمِها المقطوفِ من حديقة البركان،
لا تبحث عن مائها
صار عطرًا
صار غيمةً
صار أمًّا للزّنابق.
دعْها تبتعدْ،
دعها تصغرْ گ”الهايكو”
وكَسماء المُلحدين.
دع الغيمةَ تكبر في رأسها الصّغير
وحدَها تعلم أوانَ المطر،
وحدَها تترقّبُ حليبَ الينابيع.
وهي ترحلْ،
بيضاءَ مغسولة بماء الطّريق،
دعها ترقصْ على حافة الدّائرة
لا تُدِرْ ظهرَك ناحيةَ الجثّة
وهي تفتح في صدرها مجرًى للنّهر.