أفين إبراهيم
أحتاج لدقيقة كاملة أترك فيها أصبعي على السهم
لأحذف نصاً رديئاً
لأخلق حياة كاملة لامرأة تعيش في الورق
تغتسل بالحبر الأسود الثانية صباحا
تخرج للفجر زرقاء
تترح في روح صياد
تترنح قبل أن تعود روحك الى جسدك
بينما يموت الدراويش دون صخب
دون نساء يغنين لهم
يطيرن فراشتهن البيضاء ورائهم
كالليالي الحزينة
هائمات حالمات
يموتون دون ولد
يبحث عن رائحة كفوفهم
في كل مرة تغدر به الحياة
وحيدين كما أتو
كما كانوا
وجههم للنور
قلوبهم تحت التراب تلمع
احتاج لدقيقه كاملة أضع إصبعي على السهم لأحذف نصا رديئا
كم يحتاج المرء لحذف عشرين عاما من حياته
كم يحتاج ليمسح العشرة
ليشتري شجرة ميلاد جديدة
يعلق عليها قلبه
يشرب نبيذ عشرين عاما مر كالشهب
يشرب دون ان يبكي
كم من الوقت يحتاج ليربي النسيان حتى يكبر
يصبح ملاكا يقبض على الطائر الأسود في رأسي
ملاك أسود لم أفتح له الباب ابداً
حبسته طوال الوقت
لأن الرب نفخ من روحه في روحي
لأن أبي يستحق أن يظل اسمه جميلا
يلمع تحت التراب
كم يحتاج ليحذف عشرين عاما من حياته
من أين سيأتي بتلك القوة
يرمي الورود الجافة لحديقة ذاكرته الخلفية
يزرع شجرة ياسمين جديدة
تتنفس فيها الألهة عند الغروب, تبتسم
كم يحتاج من النور ليصالح الضوء الذي في روح امرأة
جميلة تقف خلف الباب كل مساء
تنظر كي أفتح لها النافذة لتطير
ليحضن الخوف
يبني له بيتا
وسادة خاليه من الكوابيس
يضع عليها رأسه
دون أن أفكر أن أحد يريد قتله
يموت الدرويش دون صخب
دون امرأة تغني له
تقول
لم أغدر بأحد
كنت فقط أبحث عن شيء ما يحمل معي هذه الروح
كل هذه الحيوات على الورق
إلهي
صورة الرجل الوسيم
بالأبيض والاسود تشبه حياتي
وأنت أيها الدرويش تموت
تغني امرأة واحدة خلفك
دون أن تطلق فراشاتها السوداء
تغني
لو قدر لي أن تعيش روحي حياة ثانية
لكانت تلك المرأة التي تدور في المنتصف
المرأة ذات الثوب الأبيض والقلب البري النيء
المرأة التي تغني بصوت حزين
خلف جنازتك
ترى الكون في عيون صياد
تختمر روحها
يتوهج قلب امرأة ما من العصور الوسطى تحت التراب
امرأة يغرق المطر قبرها
ترتعش كالحكاية الأولى
تلمع في الطرف الاخر من الكون في عيون صياد
أحتاج دقيقه كاملة أترك فيها أصبعي على السهم
لأحذف نصا رديئاً
لأخلق حياة كاملة لامرأة تعيش في الورق
تغتسل بالحبر الأسود الثانية صباحا
تخرج للفجر زرقاء
تترح مع روح صياد
تترنح قبل أن تعود روحك الى جسدك
ترى كم تحتاج أمرأه من السكاكين
لتقطع عشرين شجرة من عمرها
تقطعها بحب
دون أن يتألم أطفالها
أيها الدرويش؟
أنا
أنا المرأة التي تغتسل بالحبر الثانية صباحا
تقتل عنف رجل ما
خوفها منه
عليه
بينما يتقلب هو في سلاسله
تبتعد
تبتعد هي
تطير
تغتسل بالحبر الأسود
تخرج للفجر زرقاء
تترنح في روح صياد
تترنح قبل أن تعود روحك الى جسدك
أيها الدرويش