يوميات 1 عزة المقهور
هممت بفتح باب المبنى للخروج فوجدتها في مواجهتي بوجه صبوح تضع سترة الدراجين المضيئة الملونة على بنطال أسود ممطط و الخوذة الصفراء، وتمسك بدراجتها البيضاء. قصيرة القامة وبسحنة بلاد اللاتين الامريكان المختلطة الأعراق.
شكرتني فقد اوسعت لها الباب وتركتها تدخل.. قلت في نفسي، يا لهذه المرأة الرياضية، نهضت مبكرا ومارست رياضتها وها هي تعود إلى بيتها.
سألتها عن ركوب الدراجة في المدن المكتظة وعن نوعيتها التي بدت لي جديدة أو أنها تحظى بعنايتها الفائقة. كان كرسيها مميزا ومدببا، دلتني على نوعيتها وعلى علامة كتب عليها ” للنساء”، كما وأنها ذكرت لي سعرها ومصدر بيعها.
كانت لغتها ثقيلة صعبة الفهم.. قلت في نفسي لابد وانها في هذه المدينة للعمل وأنها ستأخذ حماما باردا وتستقبل يومها.. وقبل أن اودعها سألتها أين تركن دراجتها في المبنى، لاحظت ارتباكها وترددها في الإجابة.. في الأثناء خرجت امرأة عاملة في العمارة من باب خلفي.. والقت عليها تحية الصباح باسمها
حينها فقط استوعبت أنها أتت باكرا لتنظيف المبنى…
استدركت الأمر ودعتها وشكرتها على المعلومات ووعدتها إن اشتريت واحدة فسأعلمها بها..
ابتسمت ابتسامه أضاءت وجهها واتجهت إلى عمل شاق في انتظارها.
كانت الدراجة وسيلة انتقالها في مدينة تنهض قبيل الفجر.
عزة
17 مايو 2022