محمد بن لامين Heinrich Heine & I in Reisebilder
محمد بن لامين
✨لم يكن هاينرش هاينه لطيفا رغم نيافته الشعرية العالية عندما قال “أنا أحسن الناس تهذيبا في العالم”! لكنه أفلح حين استدرك وقال ” وأفتخر بأني لم أكن قط غليظا على ظهر هذه الأرض..”. وكنت أنا ال “أنا” التي يتعوذ الناس من ذكرها، لا أتقن التحدث إلى العوالم وأجيد التيبس والارتباك!
كلانا يجمعنا / الطقس جميل هذا اليوم!!؟!
✨وقلت أنت / لا تلزم الصمت المهاجم ولا ترد ردا مزعجا
ثم تقول / إنها مدينة بلا قدم، ضيقة دون ألفة، وقبيحة إلى أبعد حد….! هكذا كانت رايسبيلدر!.
هكذا انتحى الكلب جهة من السياج وبال مسرورا على جزازة العشب!
ثم بادر هاينريش بسؤال لطيف مربك آخر//
✨”أتعرف البلد الذي يزهر فيه البرتقال
الثمرة الذهبية المضطربة تحت الورق الأخضر.”
✨كنت أقلب صفحات أطلس قديم
وأبحث عن بحر غمرته الأرض
فيه سفينة أريدها!
لم تكن بك حاجة للرياح مثلي أبدا
وتقول متبجحا/ إنها قصة الفارس الذي أراد أن يبعث إلى الحياة حبيبته بقبلة من فمه…
لسبب ما ألهتني فوضى الأمر عن الأمر ثم لسبب آخر عدت منتهبا من ذلك النظام… لم يكن المشهد شعريا على الإطلاق لكنه مشوب بنغم راقص وشجي!!
✨ * حمامات “لوكس”
عندما دخلت غرفة (ماتيلدا)
كنت أنا أعقد القران بين غيم وغيمة غير آبه بضياع رسالة القديس لوقا..وهكذا طفت كل بيوت المعتوهين مثلك أيها المجنون!!…..
✨البقرة هزيلة, البئر عميقة,
الدلو عظيم!!
وكنت أنت على حافة النهر
تغترف عن الشمال واليمين!
وكان لساني معلقا في سقف زنزانة مقرفة!!.
✨ كانت الإيالة مهلهلة وفي كفي قطعة قماش منزوعة من ضريح أخير كان يقطنه ابن عجيبة
ومر به ليلا البرنسي أحمد زروق الذي استكان في بلدة صحراوية يسمونها أوجلة!.
✨وتقول/ السهل يستريح
وأغنية الغابات تتلاشى!
وأنا أبتكر طريقة مسعفة
أستطيع بها أن أدير دولابي الصغير!
أو أني أبتدر بكاء لا يغني من ضحك ولا يوقع بقريحة التسبيح!!
✨ثم قررت أن تتخلص منها
وتبيعها لقرصان يمر قاصدا طرابلس!!
كاليبجي المسكين
يأكل فطيرته الصباحية أمام قوس ماركوس أورويليوس
وينظر مشدوها إلى بحر متوسط تليد..
✨وقلت أنت / إن جذع الدالية البرية كله قد نشر عناقيده العريضة على رؤوسنا السعيدة!!
وأنا يا شاعري المترحل أكلت داليتي النار وقطع عناقيدها الأخيرة جند مروا بجنازيرهم من جهات أربعة!!
✨ترى هل كان ذلك الحردون العجوز صادقا عندما أخبرك بأنه لا شيء يريد أن يتقهقر في العالم؟؟!!
هكذا قلت يا هاينريش في رايسبيلدر أيضا في فصل مدينة لوك!..
✨لماذا كل هذه التأملات العامة حقا
كما استدركت معتذرا أنت نفسك وقلت بعدم جدواها لي كقاريء عزيز!.
✨حقا لا شبه بيننا ولا دم واحد
فأنا سليل رمال أحرقتها الشمس
ونخيل مهجور
✨ثم إذا بي ألف سيجارة في تلك الجملة الضامرة وأراقب مغازلة القطط وهي تدفن في التراب مخلفاتها اليومية…
🌟 هوامش:
* نص عن لقاء تجدد مؤخرا مع الشاعر هاينريش هاينه عشية عثوري على نسخة من “رايسبيلدر” كتاب رحلات الشاعر في أوروبا.. وقد كانت نسختي منه الأولى تلاشت في حريق عظيم منذ سنوات.
* أحمد زروق/ الإمام والعالم الصوفي والفقيه الكبير البرنسي المغربي دفين مدينة مسراته وتسمى منطقة شهيرة مسراته باسمه (منطقة الزروق) وهو صاحب كتاب ” قواعد التصوف” وكتاب شرح “حكم بن عطاء الله الاسكندراني وقد شرحه ستة عشر مرة.
* أحمد بن عجيبة (1162 – 1224 هـ / 1748 – 1809 م) ، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثاني عشر الهجري في المغرب كان قد شرح حكم بن عطاء الله الاسكندراني أيضا واستشهد بشرح أحمد زروق.
* أوجلة: مدينة ليبية عريقة في الجنوب الشرقي كان عاش بها الإمام زروق فترة من الزمن
مسراته يناير 2021