جمال نوري

أي أخرق كان مدير البلدية الذي نقل ذات صيف الى مدينتنا الصغيرة حيث أستهل اعماله بنقل المقبرة القديمة من وسط البلدة الى خارجها..انشغل الناس بنقل جثامين وهياكل موتاهم في حركة دائبة الى المقبرة الجديدة التي كانت تقع خلف بيوتنا ..كان مشهد الناس وهم يغذون خطاهم نحو المقبرة حاملين اكياسا بيض تضم رفاة موتاهم طقسا جديدا ألم بالمدينة فضلا عن انشغال عشرات الشباب في المقبرتين، منهم من يحفر لاستخراج العظام ومنهم من يحفر ليدفنها..بعد شهر او مايزيد بقليل ..توقف العمل في المقبرتين بعد ان فرغ الناس من نقل الموتى ولكن ما أزعج مدير البلدية هي القبور المتبقية التي لم يسال عنها أصحابها فأمر بأن تحفر بالشفلات وان ترسل الى بقعة صغيرة منخفضة تلاصق مدرستي المتوسطة التي التحقت بها بعد سنوات …هناك ..في المنخفض الذي طمر بتراب الموتى كنا نلعب ونتراشق بالعظام مندهشين من أشكال العظام والجماجم اللامعة
- خوف بارد نافذة قصصية كاشفة قراءة في المجموعة القصصية “خوف بارد” للكاتبة عائشة سلطان
- سلسلة: بيروت الفينيقية (4)الحلقة الرابعة: البضائع التجارية
- غرفة 19 تقدم: أهمية الشعر الشعبي في الآداب الشعبية
- كلمة «حريم» لازمت المرأة من ولادتها والى مابعد رحيلها
- لن يكون هذا الخريف رومانسيًّا…د. دورين نصر
..كنا نخيف بعضنا البعض بالجماجم المكشرة ونتسابق بنزق وفرح عجيب..بعد ايام سويت الارض وزرعت واصبحت واحدة من أجمل حدائق مدينتنا بينما نبتت شجرة عملاقة قرب دار السينما التي شيدت فوق المقبرة وشطرت جداره الى نصفين حيث عوقب مدير البلدية بالنقل وكذلك المهندس المقيم ولم يشهد شباب المدينة واطفالها الافلام التي كانوا يحلمون برؤيتها وهم يجلسون مسترخين يجرشون حب عباد الشمس بشهية وانتشاء
تعليقات 1