د. سونيا أحمد مالكي -جدة -السعودية
” كم هي قاسيةٌ هذه الحياة. ما أغرب أقدارها. ما أشدَّ بؤسي وما أعظم شقائي”. هذا ما حدثت به خولة نفسها في تلك الليلة التي اكتشفت فيها، وبالصدفة ، حقيقة زوجها المرَّة
زوجها إحسان ارتبطت به منذ بضع شهورٍ فقط بعد أنّ ظنت أن قطار الزواج قد فاتها إلى الأبدّ رغم جمالها وأخلاقها الذي لم يشفع لكونها لا تنحدر من أسرة ذات حسبٍ ونسبٍ
فرحت كثيرًا بتقدُّمه لخطبتها وكذَّلك والديّها. إنه سليل عائلة ذات مجدٍ وسؤددٍّ وجاهٍ ومالٍ. الأمر الذي جعلها تغض الطرف مرغمة على كونه متزوجًا من امرأة أخرى
عاشت سعيدة ًبرفقته في الأيام التي يكون فيها معها، والليالي القليلة التي ينعمان فيها بالسعادة الزوجية .ولكنّ من قال أنّ الليالي سواسية؟
في تلك الليلة المشؤومة عانت خولة من الأرق. لم يعرف النوم إلى عيّنيّها سبيلاً ، رغم استخدامها تقنية عدَّ الخِراف الذي قرأت عنها مصادفةً في كتابٍ قديمٍ وجدته في أحد أرفف خِزانة المكتبة
بعد أن أيقنت أن النوم طار من عينيها. خرجت إلى الصالة ، رأت انعكاس أضواء تصدر من شاشة التلفاز، فركت عينيها غير مصدقةٍ، ارتطم جسدها على الأرض
فتحت عينيها على زوجها وهو يحمل كأس الرَّاحِ في يده وسيجار ضخم مشتعل في يده الأخرى