د. إشراقة مصطفى حام
قبل أعوام كنت وجها لوجه مع ينابيع من الجمال والانتباهات الذكية والروح الوثابة غزلانها في براري الكتابة المعاني، الكتابة الدلالات: سميحة خريس
حين بدأت أكتب رسائلي لفرجينا وولف قبل أعوام بعيدة تاركة قلمي طيعا لخيالاتي وكنت أحكيها نساء عظيمات، نحتن صخر الدروب بعناد وصبر، نساء كنت أعرف بأني سوف التقيهن وسوف أنهل من سماحتهن، من بحر مثابرتهن دون سواحل تحد من أحلامهن يتركن أثر تلو أثر في دورب الإنسانية. كتبت لها عن أنجيلا ديفيس، فاطمة أحمد ابراهيم، آما أتا، باربرا برامر، يوهانا دونال، نوال السعداوي و… و…. و…. هكذا دون ترتيب من كانت أولهن في سقي دروبي بالمعارف النقدية وأولهن على الإطلاق كانت جدتي حليمة
تركت المخطوطة جانبا لسنوات كعادتي مع مخطوطاتي وكثيرا ما كنت أفكرُ من أهدى ورثتي من الأوراق المكدسة بالحكايات وبريق الدموع وإبتسامات الآرانب الوديعة في ليالي الشتاء الفيناوي المحرضة على دفء الكتب والكتابة ومواجع الروح…. فكرت في سميحة يوم التقيتها قبل بضعة سنوات بتدبير من مؤسسة عبدالحميد شومان بالأردن وبتسنيق من الصديق القاص والناشر جعفر العقيلي الذي جعل الدانوب يجري في أنهار الأردن كلها ويضج في وديانها وبين نهري اليرموك والزرقاء التقيت القامة سمحية خريس. خمسة أيام سحرتني المدينة، الكتب المفروشة على الأرض، ناداني غسان كنفاني: خذي رسائلي، ستلهمك، ستحفر أخاديدا ووديانا بجبال الألب، السلالم والبيوت العتيقة الكرم والفن والثقافة، الأردن معطونة في أحلام المثقفات والمثقفين، في شوارعها الجبلية ونوافذ أسواقها القديمة. أخذتني سميحة حيث التاريخ شاهدا على عظمة الإنسان، على شهوقه في جبل القلعة، سميحة مولعة بالتاريخ، بتفاصيل الأمكنة، بالمدن العتيقة، بالإنسان بالأردن وبالسودان حيث سكنها مثلما سكنته: بلدي السودان
التقيت البساطة والتواضع واللطف. سعدت بحضور عرض مسرحيتها، المسرح الذي ذكرني المسرح القومي أيام أمجاده… ليلتها لم أنم وحبال الحنين نياق عطشى تجوب بي في صحاري الروح التي سرت يومها في التاريخ الذي الهم سميحة خريس فكتبت أجمل رواياتها
سميحة سماحة الحزن حين يتجسدُ في وجهها المليح، إبتسامتها الصبوحة وقلبها المفعم بالحياة رغم الفقد والفواجع
حين عدت بعد ليلة _تدشين سيرتي (الدانوب يعرفني) إلى الفندق لم أنم، ظلت كلمات سميحة وهي تقدم ورقة عن الدانوب الذي مؤكد يعرفها والاّ فلن يعرفني سواها. ظللت أكتب حتى إنبلج فجر (الفستق) و (بابنوس) حيث ولج (يحي) إلى الغرفة و داهمني (الطوفان) ولم أنجو الاّ على (جناح الطير)
عدت إلى فيينا مفعمة بالحياة لم أنسى أن أفكر جادة خاصة حين بدل فايروس غير مرئي حياتنا. الهمتني (نساء في بيتي) للروائية المصرية هالة البدري أن أنفض غبار روحي من رسائلي لفرجيينا، بخط مربوك كتبت وصيتي التي تخص هذه الأرواق المتناثرة في كل ركن في بيتي. سميحة وحدها تعرف أن حبري ثرائي، وإني سوف أهديها قلق أوراحي المتناثرة _ حبات نجوم تعرف من أنا
قلت لهاله أني تحصلت على (نساء في بيتي) وأتلهف لقراءتها لحين أكمل رسائلي لفرجيينا، إذ إني مازلت أبحث عن (غرفة لي وحدى) لأكتب حرة دون رقيب، وأن رسالتي لسمحية خريس لم تكتمل بعد وان نساء هالة اللآتي في بيتها ذاتهن في بيتي، النساء الكاتبات النبيهات، صديقات الأنهار والأماكن الخفية هناك، هناك حيث لا تسكن الروح من هزيع ليلها وأمطارها ورعودها، ذات الأمطار تبلل(شجرة الفهود) و (جناح الطير) يقوى يحلقُ بها وبسميحة إلى السودان حيث عاشت وأزهر قلبها حنانا ومحبة لرفيق حياتها… الدبلوماسية وجيب القلب وشجن الأماكن والحكايات التي عجنتها سميحة ابداعا وجمالا
اليوم ميلاد سميحة خريس… ميلاد السماحة
—————————————–
مابين الأقواس مستوحاة من عناوين روايات سميحة خريس التي أحتفي بسنوات عمرها المزهرة ومثمرة
الصورة على جبل القلعة مع سميحة خريس يوم رفقة الحياة
- ملكة جمال لبنان، ياسمينا زيتون، توّجت وصيفة أولى، في انتخاب ملكة جمال العالم.
- النساء
- أطول صمت فُرِضَ فرضا ذاتيا عرفه التاريخ البشري
- ستقولون ولماذا تفترضين عدم وجود الحب؟
- ما اللؤلؤة إلا ابنة الألم الطويل وثمرة داء دفين. مي زيادة