نصوص وأرقام (٢)

بواسطة المحرر

26 أبريل، 2023

في قصة قصيرة

وقت القراءة:1 دقائق قراءة

0 0

بشير الجواد

كان من المفترض أن ينتهي هذا اليوم بسلام و لكن لم يحصل . أتى صاحب الفندق منزعجاً من الضجيج في الغرفة و هو الذي يمنع استقبال الضيوف في الغرف . و لكن لا ضيوف لدي إنها الغبار _ بدوت غبيا حين قلت له ذلك _ قد مستها عدوى الشوق و صارت تشتاق لأصولها المجهولة بالنسبة الي و لكني متأكد انها مهما كانت صلبة فهي ناقصة شيءٌ ما و ربما دون أن تدري
تركت باب الشرفة مفتوحا طوال الليل موحيا للغبار بامكانية الرجوع و تظاهرت بالنوم لأرى ما سيحدث . لم تتحرك أي ذرة من مكانها و كأن على رؤوسهن الطير و أخذن بالتهامس فيما بينهن ” و لكن نحن لا نستطيع الرحيل ، إذا لم يشعر أحد بنقصه عند رحيلنا لن يسعد حكما بعودتنا” لقد كان كلاماً مقنعا ًصراحة . رفعت الغطاء عن رأسي و جلست انظر في كل مكان احتله الغبار او ربما لم يحتله بل كان نازحا مقهورا مجبورا على المكوث بين اشيائي الكثيرة الكلام و الشكوى . “فلتسمعوني جيدا ان غرفة صغيرة كهذه لا تتسع لشوقين حتى لشوق واحد . فقد وزعت اشواقي على المقاهي التي ارتادها والطرقات التي امشي عليها بلا اتجاه اني هنا اكاد اكون بربع شوق و ربع قلب و ربع حلم “. لم يكن صاحب الفندق قد ابتعد كثيرا عن باب غرفتي حتى عاد و دون ان يطرق الباب اقتحم الغرفة فجأة ” عليك ان تترك الغرفة غدا او بعده على أبعد تقدير فليس لدي متسع للمجانين هنا ” . ترك الباب مفتوحا و مضى دون أن يترك لي مجال لأشرح الوضع والحمد لله أنه لم يترك فماذا عساي أقول و أي شي كان سيزيده قناعة بجنوني و قراره

قمت كالعادة على رؤوس اصابعي أقفلت الباب جيدا و أسندت ظهري إليه و قلت للغبار النازح ” سيأتيكم نزلاء غيري ، نزلاء من الذين يحملون قطع القماش المبللة و يطردوكم بعد ان طردني صاحب الفندق . سنصبح جميعا نازحين من الشوق بلا وطن و لا مأوى . سأحزم حقائبي و أنتم ابتعدوا عن أماكن البلل ستأتي في الصباح عاصفة قوية سنطير معها لا ادري الى أين و لكن ستكون هي مأوانا المؤقت و بعدها لنرى ما سيحدث
ها أنا احزم حقائبي واسكت ثرثرة اشيائي و اخلد الى النوم خائفا من ان استغرق فيه فتفوتني العاصفة

إقرأ أيضاً