د. جوزاف ياغي الجميل
آخر جرح.. ديوان للشاعر الصديق زياد عقيقي
ديوان قرأته من عنوانه. والعنوان مزدوج العنوان والدلالة. أيكون الجرح المقصود جرح القلب أم جرح الشعر أو جرح الوطن؟
وهل نحن أمام جرح الشاعر الياس أبي شبكة القائل
اجرح القلب واسق شعرك منه
فدم القلب خمرة الأقلام؟
القلب والجرح والشعر ثالوث عقيقيّ الهوى التعب في حدّه الحد بين الجد واللعب. ويستوقفك جرح العقيق، ٱخر الجراح وأعمقها، فتسأل في حيرة وتفاؤل: هل انتهى زمن الجرح، ووجد الشاعر العاشق بلسمه الشافي؟
إنه شعر الجرح/التحوّل، كما الخيمياء. يتحوّل الشعر إلى عطر/ قصر/ ضوء
إنه شعر الفرح/الخمرة النؤاسية التي إن مسّها حجر مسّته سرّاء
إنه الشعر الشاعرُ لا شعر الشاعر. وعندما يسألها الشاعر : “بدك شعر” تتحوّل المخاطبة من امرأة إلى ذات الشاعر. ذاته النرجسيّة التي ينظر إليها من منظار مرٱته الخاصة. وهذا ما يكشفه السطر الأخير من القصيدة
“بدك شعر؟
حطي صبيعك ع السطر.”
بل إن القصيدة بأكملها تشهد هذه الرغبة الجامحة في إعلان أن الشاعر هو صاحب الشعر المصفّى، الشعر الحقيقيّ، عطر الوجود، وقصر عظمته، وعاصفة إبداعه. الشعر الجليّ الذي يظهر تلقائيّاً بمجرد أن نلمسه
خمس مرات يكرّر الشاعر سؤاله في القصيدة. “بدك شعر؟”. وكأنّه بذلك يعلن ارتباط شعره بالحواس الخمس، أو بالجهات الأربع، فضلاً عن الجهة الخامسة التي هي عمق الأشياء. والعمق في القصيدة مفتاح بارز في القصيدة. إنه عمق التسامي: القصر، وعمق الرهافة: الحرير، وعمق الاختراق: العطر والنور، وعمق القوّة والإحاطة: البرق والعاصفة والنو
في قصيدة الشاعر العقيقيّ تكتمل نظريّة الشعر التي ٱمن بها الشاعر. إنه الشعر/ الإحساس، لا شعر الحواس. وحين تكتمل دارة القمر، تعلن القصيدة المرأة/ المرٱة انتصار الأنا، في سرابية العدم/الألم، هربًا من الإصبع التوماوي الظمٱن، إلى نبيذ الشك
غرفة 19
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”
- كتاب من اكثر الكتب تأثيراً في الأدب العربي والعالمي تحليل نقدي لكتاب- “النبي” لجبران خليل جبران
- فيروز امرأة كونيّة من لبنان -بقلم : وفيقة فخرالدّين غانم
- سلطة الدجاج بالعسل والخردل
- فلسفة القوة عند نيتشه